صورة من الأرشيف نقلت بعض المصادر المقربة من الجامعة العربية للشروق، اتخاذ الجامعة إجراءات مشددة على التقرير الختامي للبعثة العربية في سوريا، والذي سيناقشه الوزراء العرب بعد غد. * وأكدت المصادر ذاتها أن الجامعة اتخذت هذه التشديدات على مضمون التقرير، بسبب التسريبات التي أذاعتها بعض الفضائيات في التقرير الأولى قبل أسبوع من الآن والذي قدمه رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، محمد أحمد مصطفى الدابي، مضيفة أن الجامعة هذه المرة قررت ألا ترتكب نفس الخطأ في تقرير قد يحمل الكثير من المفاجآت سواء بالنسبة للحكومة السورية أو للمعارضة التي سبقت دخول الدابي للقاهرة بأيام، حسب ما أعلن عنه المجلس الوطني السوري المعارض والذي يتخذ من تركيا مقرا له. وكشفت المصادر أن العديد من الأطراف في الجامعة العربية، أكدوا لهم عن تباين في الآراء بين أعضاء اللجنة الوزارية العربية المتعلقة بمتابعة الشأن السوري، قبل اجتماعها الرسمي بعد غد، وأنباء عن احتمال كبير لدفع الملف للأمم المتحدة، وذلك بسبب فشل المبادرة القطرية التي صرّح بها الأمير القطري قبل أيام والمتعلقة بإرسال قوات عسكرية عربية إلى سوريا بهدف حماية الشعب السوري. ويحدث هذا قبيل تقديم رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، محمد أحمد مصطفى الدابي، في القاهرة ينتظر أن يكون "تقريراً حاسماً" لمواصلة مهمته هناك، وقبل اجتماع وزراء الخارجية العرب أيضا، وفي سياق متصل، أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أمس، أن فرنسا "لن تسكت أمام الفضيحة السورية"، كما أنه لا يمكن أن تقبل "القمع الوحشي للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يجر البلاد مباشرة إلى الفوضى" وقال خلال تقديم تهانيه إلى السفراء، إنه "لا يمكننا أن نقبل القمع الوحشي من قبل القادة السوريين ضد شعبهم"، وأنه "قمع سيؤدي بالبلاد مباشرة إلى الفوضى، وهذه الفوضى سيستفيد منها المتطرفون من كل الجهات"، وأشار إلى أن "الجامعة العربية تقوم بعمل شجاع، ويجب أن تواصله، وبالتالي على مجلس الأمن الدولي أن يقدم إليها مساعدته"، وفي وقت دعت فيه منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أمس، الجامعة العربية إلى نشر تقرير مراقبيها في سوريا، وحث مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات على دمشق من أجل وقف العنف، ورأت في رسالة مفتوحة وجهتها إلى الجامعة العربية، ووزراء الخارجية العرب، أنّ "على الجامعة العربية أن تنشر علناً التقرير النهائي لبعثتها للمراقبين في سوريا بكامله"، داعيةً إلى "مطالبة مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات محددة الأهداف لوقف أعمال القتل المستمرة". من جهة أخرى، قتل عدد من المتظاهرين وجرح العشرات، برصاص الأمن شرق سوريا التي شهدت تظاهرات في عدد من مناطقها بدعوة أطلقها ناشطون للتظاهر في "جمعة معتقلي الثورة" حسبما أفاد الناشطون هناك، وقال ناشطون أن قوات الأمن السورية جددت استخدامها للعنف لمواجهة التظاهرات جمعة "معتقلي الثورة"، غداة انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب التي يفترض أن تسلم تقريرها اليوم إلى الجامعة العربية، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق تظاهرة حاشدة في محافظة ادلب وأطلقت النار من رشاشات متوسطة في مدينة انخل" التابعة لريف درعا مهد الحركة الاحتجاجية. وفي سياق متصل قالت إحدى الصحف العربية إن 40 مراقبا غادروا سوريا قبل انتهاء مهمتهم بعدما شعروا بالخوف على حياتهم، ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الجامعة العربية في القاهرة إن نحو 40 مراقبا غادروا بالفعل لأنهم شعروا بأنهم غير آمنين.