دعت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، أمس، في ختام اجتماعها بالقاهرة الحكومة السورية ومختلف الجماعات المسلحة إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، وعدم التعرض للتظاهرات السلمية لإنجاح مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا. وجاء في البيان الختامي للجنة أنه ''رغم التقدم الجزئي في تنفيذ بعض الالتزامات التي تعهدت بها الحكومة السورية بموجب خطة العمل، فإن اللجنة تدعو الحكومة السورية إلى التقيد بالتنفيذ الفوري والكامل لجميع تلك التعهدات إنفاذا للبروتوكل الموقع بهذا الشأن وضمان توفير الحماية للمدنيين السوريين''. وقررت اللجنة منح بعثة مراقبي الجامعة العربية ''الحيز الزمني الكافي لاستكمال مهمتها'' داعية إلى ''تقديم الدعم السياسي والإعلامي والمالي واللوجستي لها وزيادة عدد أفرادها وتعزيز تجهيزاتها حتى تتمكن من إنجاز مهمتها على الوجه المطلوب''. من جانب آخر، قدمت البعثة العربية إلى سوريا تقريرها أمام الجامعة العربية وطالبت بمواصلة المهمة، مؤكدة المضايقات التي تعرضت لها في أداء عملها، من السلطة والمعارضة على حد سواء. وأكدت استمرار أعمال العنف ضد المدنيين. كما أشارت إلى وجود معتقلين في أماكن مجهولة بالرغم من الإعلان عن إطلاق سراح المعتقلين جميعا من طرف حكومة دمشق. وصرح نائب الأمين العام، أحمد بن حلي، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن التقرير قدم ''فحصا كاملا للميدان في سوريا (...) بصور وخرائط وشهادات''. وسجل التقرير وجود جثث في الشوارع وكذلك تبادل التهم بين طرفي النزاع وتواجد السيارات العسكرية بكثافة في المدن السورية. واجتمع الوزراء العرب، أمس، بالقاهرة لدراسة تقرير البعثة التي يقودها المقدم السوداني محمد الدابي. ونقلت وكالة ''رويترز''، عن مصادر بالجامعة العربية، أن قطر تقدمت باقتراح يتضمن دعوة مراقبين من الأممالمتحدة وخبراء في مجال حقوق الإنسان لضمهم إلى الوفد حتى يتسنى للمجموعة الدولية التأكد من النوايا الحسنة السورية. لكن أطرافا عربية معارضة ترى في المبادرة خطوة هامة في طريق التدويل. وتدعمت البعثة العربية ب43 مراقبا جديدا جاؤوا من الكويت والبحرين والسعودية والعراق ومصر، ليصل عددهم إلى 163 مراقب. من جهة ثانية سجلت مواجهات عنيفة، في ليلة السبت إلى الأحد، بين الجيش النظامي ومنشقين، خلف 11 قتيلا في صفوف الجيش النظامي في درعا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وسقط 9 من المدنيين في إدلب وحمص ودير الزور على يد قوات الأمن السورية، حسب حقوقيين. وأشارت متحدثة باسم هومن رايتس ووتش الأمريكية، من مخيم الريحانية على الحدود مع تركيا، أن الاعتقالات وأعمال التعذيب للمدنيين متواصلة، حسب شهادات أدلى بها النازحون من سوريا والذين تجاوز عددهم 9 آلاف، كما قالت في تصريح للجزيرة. من جانب آخر، أعلنت وكالة ''سانا'' السورية عن رسو أسطول بحري روسي في مدينة طرطوس. وذكرت ''الوطن'' السورية أن حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف ستلتحق قريبا بالأسطول محملة ب33 طائرة ''سوخوي'' و29 طائرة عمودية ''ك''27 مضادة للغواصات ومنظومات صواريخ مضادة للطائرات والسفن الحربية. يشار إلى أن روسيا تمتلك قاعدة بحرية وُسعت مؤخرا في مياه طرطوس. وأكد ضابط من الأسطول الروسي للوكالة السورية أن الزيارة جاءت تأكيدا ل''الصداقة'' بين دمشقوموسكو. وكانت موسكو قد عارضت مجلس الأمن في محاولات متكررة لإصدار لوائح ضد سوريا، على غرار تلك التي فتحت جبهة حرب الناتو في ليبيا.