يشتكي مربو المواشي بتيزي وزو، خلال هذه الأيام، من ارتفاع أسعار أعلاف الماشية، حيث وصل سعر مادة "النخالة" إلى 2100 دج للقنطار، في حين فاق سعر التبن 600 دج. وقد أرجع العديد من الفلاحين بفريحة وعزازڤة أسباب هذه الوضعية إلى المضاربين والوسطاء نتيجة تزايد الطلب عليها سيما في هذه الفترة التي تعرف نفاذ الكلأ لدى أغلبية المربين، خصوصا في هذه السنة. حيث لم يدخر أغلبهم الكلأ بما فيه الكفاية نتيجة غلائه من جهة وكذا بسبب الجفاف الذي ساد المنطقة في السنة الماضية والذي أثر بشكل كبير على إنتاج الأعلاف، وقد حمل العديد من الفلاحين السلطات المعنية مسؤولية الأوضاع التي يعيشها القطاع ككل والتي لم تتدخل حسبهم من أجل وضع حد للمضاربة التي تشهدها سوق أعلاف الماضية، خصوصا في مادة النخالة التي تتحكم في تسويقها جماعة قليلة، أغلبهم ليست لديهم أي علاقة بتربية المواشي، وبالتالي يحددون أسعارها كما يحلو لهم، خصوصا وأن تيزي وزو تملك عدة مطاحن بتامدة وفريحة، فكان من المفروض أن تكون هذه المادة متوفرة وبأسعار أقل بكثير مما هي عليه الآن، إلا أن تدخل الوسطاء وتحكمهم في السوق حال دون ذلك. وقد دفعت هذه الوضعية، والتي تأزمت منذ عدة أسابيع، المربين إلى بيع ماشيتهم، خصوصا الذين لا يملكون أراضي من أجل زراعة الكلأ، وهو ما جعل أحد الفلاحين من قرية القاهرة، بضواحي فريحة يعلق على غلاء الكلأ بالقول بأن الوجبة اليومية للبقرة الواحدة تعادل حاليا سعر وجبة بمطعم ذي ثلاث نجوم. هذه الأسباب أدت، حسب الفلاحين الذين تحدثنا اليهم، إلى تراجع عدد المربين بهذه الولاية مع تراجع كبير لعدد رؤوس الماشية نتيجة الضغوطات والعراقيل التي حالت دون تطوير هذه الثروة، سيما مع تراجع مساحات الأراضي الرعوية بكامل الولاية والتي تقلصت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بعد أن تم تعويضها بزراعة أشجار الزيتون والأشجار المثمرة. للتذكير فإن ولاية تيزي وزو غنية من حيث الثروة الحيوانية التي تقدر بحوالى 50 ألف رأس. صونية قرس