توفي بالمستشفى الجامعي بالأخضرية مريض في حالة مستعجلة مصاب بعجر كلوي تام بعد أن بقي ينتظر سيارة الإسعاف في حالة صحية متدهورة لمدة 16 ساعة من أجل نقله إلى مصلحة تصفية الدم التابعة لمستشفى ولاية البويرة لإجراء حصة دياليز حسب الوثائق التي تحصلت عليها »الشروق اليومي« وشهادات الأطباء والممرضين وأهل المريض المرحوم ، ولم يتم منح سيارة الإسعاف للمريض إلا بعد لجوء أهل المريض إلى طلب تدخل الشرطة. هذه الأخيرة التي وجهتهم إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة فقاموا برفع دعوى قضائية استعجالية ضد مدير عام المستشفى بمحكمة الأخضرية، وفي اليوم الموالي استُدعي مدير المستشفى من طرف كل من قاضي التحقيق ووكيل الجمهورية، ليحققا معه حول أسباب رفض منح سيارة الإسعاف لمريض، وطلبا منه تحمّل مسؤولياته في حال وقوع مكروه للمريض، وعندها قرر المدير العام التنازل عن سيارة الإسعاف له، وقد استغرقت كل هذه الإجراءات 16 ساعة، وهي مدة كانت كافية ليلفظ المريض أنفاسه الأخيرة بعد أن كان الدم غير المصفى قد تعفن تماما في جسمه. وانتشر خبر وفاة الشاب »موحوش حميد«، البالغ من العمر 35 سنة، بسرعة البرق في أوساط كل الممرضين والأطباء وعمال المستشفى، وبلغ الخبر مدير القطاع الصحي لولاية البويرة الذي توعّد باتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة ضد المدير العام للمستشفى. الشروق اليومي تحدثت إلى أهل الشاب »موحوش حميد« الذين كانوا تحت وقع الصدمة، كما تحدثت إلى عدد من الممرضين والأطباء بمستشفى الأخضرية للتأكد من صحة وقائع هذا الحادث المأساوي، حيث أكد لنا الجميع بأن المريض قضى شهرين في مستشفى الأخضرية وهو يخضع للعلاج، وخرج منه لقضاء أربعة أيام في المنزل ثم عاد مرة أخرى للمستشفى لمواصلة الاستشفاء، حيث خضع لعملية نقل الدم، غير أن العملية فشلت، إذ تبيّن أن جسمه لم يتقبل الدم الذي نقل إليه، مما استدعى إخضاعه لعملية تصفية فورية للدم، ولما كانت مدينة الأخضرية لا تتوفر على مركز للدياليز، قررت الطبيبة المعالجة للمريض إرسال المريض فورا كحالة مستعجلة إلى مصلحة الدياليز بمستشفى ولاية البويرة الذي يبعد حوالي 45 كيلومترا عن مستشفى الأخضرية لإجراء عملية تصفية للدم، وفعلا أصدرت الطبيبة المختصة في أمراض الكلى تصريحا للمريض بالخروج من المستشفى يوم السبت 25 نوفمبر على الساعة الحادية عشرة، على أساس أن يتم نقله في الحين ليخضع لعملية تصفية الدم على الساعة الثالثة عشرة مثلما هو مسجل في التصريح بالخروج، الذي تحصلت »الشروق اليومي« على نسخة منه. غير أن المدير العام للمستشفى رفض منح سيارة الإسعاف للمريض، مما دفع الطبيبة إلى التنقل لمكتب المدير العام بنفسها للاستفسار عن سبب رفض منح سيارة الإسعاف للمريض، بالرغم من أن حالته مستعجلة، وحاولت الطبيبة التحدث إلى المدير وإقناعه بأن الأمر يتعلق بحياة شخص، لكن المدير قال لها »ليس كل واحد يطلب سيارة إسعاف نمنحه سيارة إسعاف«، مما دفع رئيس المصلحة إلى التنقل هو الآخر لمكتب المدير العام من أجل التحدث إليه وإقناعه، غير أن المدير رفض منح سيارة الإسعاف للمريض وقال له »يجب أن لا تمنح سيارة الإسعاف هكذا للجميع دون مبرر«، وهو ما دفع أهل المريض إلى التنقل بأنفسهم كذلك لمكتب المدير العام وترجّوه منح السيارة للمريض« وهو ما أكده لنا الممرضون الذين تحدثت الشروق اليومي إليهم. مما دفع أهل المريض إلى الاستنجاد بمصالح الشرطة التابعة لمحافظة الأمن الوطني بالأخضرية، فنصحهم أعوان الشرطة برفع دعوى قضائية مستعجلة بمحكمة الأخضرية ضد المدير العام لإجباره على السماح لهم باستعمال سيارة الإسعاف لإنقاذ حياة مريض في خطر، وقد كان ذلك، حيث ذهب أهل المريض في نفس اليوم إلى وكيل الجمهورية بمحكمة الأخضرية وأخبروه بالأمر، ومن ثم قاموا برفع دعوى في الاستعجالي بمحكمة الأخضرية، وفي اليوم الموالي، على الساعة الثامنة والنصف، استدعى قاضي التحقيق بالمحكمة المدير العام للمستشفى، وسأله حول القضية، وأمره بتحمّل مسؤولياته في حالة وقوع مكروه للمريض، وهو نفسه الكلام الذي قاله وكيل الجمهورية للمريض، عندها قرر المدير العام للمستشفى منح سيارة الإسعاف للمريض وكانت الساعة التاسعة، ومن ثم نقل المريض بعد 16 ساعة من الانتظار وهو في حالة صحية متدهورة إلى مصلحة تصفية الدم بمستشفى البويرة الذي يبعد عن مستشفى الأخضرية بأكثر من 45 كيلومترا، وما إن وصل المريض إلى المستشفى، لفظ أنفاسه الأخيرة لأن جسمه لم يتحمل الدم غير المصفى أكثر من هذه المدة. وتوجهت عائلة الضحية إلى مدير القطاع الصحي بولاية البويرة وأبلغته بالقضية وقد وعدهم باتخاذ إجراءات عقابية ضد المدير العام بعد ان استمع لشهادات الأطباء والممرضين وشكاوى أهل الضحية، وقررت عائلة الشاب المرحوم اللجوء للعدالة ضد المدير العام لمستشفى الأخضرية في حال عدم اتخاذ إجراءات عقابية ضده. جميلة بلقاسم : [email protected]