قرر قاضي التحقيق بمحكمة الأخضرية وضع المدير العام لمستشفى الأخضرية تحت الرقابة القضائية بعد أن تم سماعه كمتهم رئيسي في قضية جنائية تتعلق بالإهمال المتعمد الذي أدى إلى وفاة مريض في حالة مستعجلة، وهو الشاب موحوش عبد الحميد البالغ من العمر 35 في نوفمبر 2006. وذلك بموجب دعوى قضائية رفعتها عائلة موحوش لدى محكمة الأخضرية تتهم فيها المدير العام للمستشفى بالتسبب في وفاة ابنها موحوش عبد الحميد، وقد استمع قاضي التحقيق أيضا لطبيبة المصلحة التي كانت تعالج المريض، ومراقب المصلحة، وعدة ممرضين، غير أن التهم وجهت إلى غاية الآن لمدير العام للمستشفى فقط أما البقية فقد تم اعتبارهم شهود في القضية. تفاصيل القضية التي فجرتها "الشروق اليومي" في عددها الصادر بتاريخ 5 ديسمبر 2006 تعود إلى وفاة مريض في حالة مستعجلة مصاب بعجز كلوي تام في مستشفى الأخضرية بعد أن بقي ينتظر سيارة الإسعاف في حالة صحية متدهورة لمدة 16 ساعة من أجل نقله إلى مصلحة تصفية الدم التابعة لمستشفى ولاية البويرة لإجراء حصة دياليز حسب الوثائق التي تحصلت عليها "الشروق اليومي" وشهادات الأطباء والممرضين وأهل المريض المرحوم ، لكن المدير العام للمستشفى عارض فكرة منح سيارة الإسعاف للمريض في البداية، ولم يتراجع عن رفضه إلا بعد لجوء أهل المريض إلى طلب تدخل الشرط، هذه الأخيرة التي وجهتهم إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة فقاموا برفع دعوى قضائية استعجالية ضد مدير عام المستشفى، وفي اليوم الموالي استدعي مدير المستشفى من طرف كل من قاضي التحقيق ووكيل الجمهورية، ليحققا معه حول أسباب رفض منح سيارة الإسعاف لمريض، وطلبا منه تحمّل مسؤولياته في حال وقوع مكروه للمريض، وعندها قرر المدير العام التنازل عن سيارة الإسعاف له، وقد استغرقت كل هذه الإجراءات 16 ساعة، وهي مدة كانت كافية ليلفظ المريض أنفاسه الأخيرة بعد أن كان الدم غير المصفى قد تعفن تماما في جسمه. وانتشر خبر وفاة الشاب "موحوش حميد"، البالغ من العمر 35 سنة. الشروق اليومي تحدثت إلى أهل الشاب "حميد"" أنذاك الذين كانوا تحت وقع الصدمة، كما تحدثت إلى عدد من الممرضين والأطباء بمستشفى الأخضرية للتأكد من صحة وقائع هذا الحادث المأساوي، حيث أكد لنا الجميع بأن المريض قضى شهرين في مستشفى الأخضرية وهو يخضع للعلاج، وخرج منه لقضاء أربعة أيام في المنزل ثم عاد مرة أخرى للمستشفى لمواصلة الاستشفاء، حيث خضع لعملية نقل الدم، غير أن العملية فشلت، إذ تبيّن أن جسمه لم يتقبل الدم الذي نقل إليه، مما استدعى إخضاعه لعملية تصفية فورية للدم، ولما كانت مدينة الأخضرية لا تتوفر على مركز للدياليز، قررت الطبيبة المعالجة للمريض إرسال المريض فورا كحالة مستعجلة إلى مصلحة الدياليز بمستشفى ولاية البويرة الذي يبعد حوالي 45 كيلومترا عن مستشفى الأخضرية لإجراء عملية تصفية للدم، وفعلا أصدرت الطبيبة المختصة في أمراض الكلى تصريحا للمريض بالخروج من المستشفى يوم السبت 25 نوفمبر على الساعة الحادية عشرة، على أساس أن يتم نقله في الحين ليخضع لعملية تصفية الدم على الساعة الثالثة عشرة مثلما هو مسجل في التصريح بالخروج، الذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه. جميلة بلقاسم:[email protected]