تأكد رسميا لدى مديرية الصناعة والمناجم بالشلف إرجاء تسليم مشروع تحلية مياه البحر بمنطقة «ماينيس» غرب مدينة «تنس» الساحلي بالشلف إلى السداسي الأول من عام 2012 ، وهذا بدلا من بداية العام المقبل لأسباب تقنية حالت دون إتمام أشغال المشروع، إلى جانب بعض العراقيل التي عرفتها أشغال هذا المشروع الحيوي الذي يعلق عليه سكان البلديات الساحلية ال6، وحتى عدد كبير منهم بلديات الولاية كونه سيشمل التموين بالمياه الصالحة للشرب ما لا يقل عن النصف مليون نسمة. وتواجه المؤسسة صاحبة الإنجاز وهي عبارة عن مجموع اسباني- جزائري مشكل التموين بالتيار الكهربائي الذي يعرف تذبذبا بالجهة، فضلا عن نقص اليد العاملة المحلية المؤهلة، وهو ما جعل المؤسسة تعرف شللا تاما في بداية الأشغال، قبل أن تبادر السلطات المحلية بإصدار تعليمات لمصالح مؤسسة "سونلغاز" لتوفير الطاقة الكهربائية للمؤسسة بالشكل الذي يضمن استئناف الأشغال المحددة بمدة زمنية لا تتجاوز ال24 شهرا، وهو ما سيكون صعبا على المؤسسة الوفاء به، بالنظر إلى أن ذات المشروع عرف في البداية تأخرا وصل إلى قرابة ال8أشهر كاملة قبل استئناف الأشغال مؤخرا، رغم تعهد الشركة المكلفة بالانجاز بجلب المعدات الخاصة بالإنجاز وتنصيب ورشة الإشغال بالموقع، وكانت الأسباب الحقيقية الأولى متعلقة بإجراءات إدارية مرتبطة بمنح رخصة الإنجاز والاستغلال، إضافة إلى أخرى متعلقة بتهيئة ودراسة الأرضية وتزويد الموقع بالطاقة الكهربائية، ورغم الأهمية التي أعطيت للمشروع بالنظر إلى أدواره اقتصاديا وتنمويا بالمنطقة، حيث تعرف بلديات الشريط الساحلي للولاية تذبذبا في عملية توزيع المياه الصالحة للشرب، ذلك أنه يتم تزويد ما يصل إلى 6بلديات من سد «سيدي يعقوب» الواقع في جنوب الولاية على مسافة تفوق ال80 كيلومتر.
ستضمن المحطة الجديدة تزويد 6 بلديات على طول الشريط الساحلي ومن شأن هذه المحطة الجديدة التي ستنتج ما يصل إلى 200ألف متر مكعب في اليوم أن ترفع من طاقة التوزيع اليومي للمياه الصالحة للشرب من 150 لترا حاليا إلى 250 لترا للساكن الواحد في اليوم، مع تسليم هذا المشروع الذي يعلق عليه سكان الساحل أهمية بالغة، خصوصا أنه سيضمن تزويد المناطق الساحلية بما يصل إلى 6بلديات ممتدة على طول الساحل الشمالي للولاية، وهذا انطلاقا من محطة ثانية بعاصمة الولاية بطاقة 30 مليون متر مكعب في العام، وباستهلاك يتراوح ما بين 10إلى 11 مليون متر مكعب في السنة، وذلك بحسب احتياجات كل بلدية، ويشمل هذا الرواق بلديات «الشطية»، «أولاد فارس»، «بوزغاية»، «تلعصة»، «سيدي عكاشة»، «سيدي عبد الرحمن» و«المرسى»، حيث ستشرف على المشروع الوكالة الوطنية للسدود.
تحويل مياه سد «سيدي يعقوب» إلى الاستعمال الفلاحي والسقي ومن المحتمل جدا حسب مصادرنا بعد الانتهاء من إنجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر ب«تنس» أن يتم تحويل مياه سد «سيدي يعقوب» إلى الاستعمال الفلاحي والسقي بدلا من استغلاله لتزويد البلديات الشمالية بالمياه الصالحة للشرب، ومؤخرا خصصت مديرية الرّي بالولاية ما يصل إلى 100 مليار لتجديد شبكة توزيع الماء الشروب بالولاية، منها قرابة 30 مليار لمدينة «تنس» لوحدها، غير أن هذه الشبكة لم تعد اليوم صالحة وازدادت معها شكاوي ومعاناة المواطنين رغم استفادة البلدية منذ فترة بمحطة لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاج تقدر ب5آلاف متر مكعب يوميا، إلا أن عدم صلاحية شبكة التوزيع قد بدد من فعاليتها، هذا وتعتزم ذات المديرية القيام بعمليات تجديد لكامل شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب بالولاية، وذلك من خلال تخصيص هذا الاعتماد المالي الهام تحضيرا لانطلاق استغلال المحطة الجديدة والتي دون شبكة توزيع جيدة لن تكون ذات مردود يذكر أو نفع على السكان الذي ينتظرونه بفارغ الصبر. للإشارة فقد فاز المجمع الاسباني«بيفيزا» بصفقة إنجاز واستغلال وحدة تحلية ماء البحر بمدينة «تنس» من بين مجموعة من العارضين، وسيتولى المجمع المشروع عن طريق شركة مختلطة مكلفة بإنجاز المشروع يملك فيها هذا المجمع حصة 51 بالمائة والبقية المقدرة ب49بالمائة لشركة الطاقة الجزائرية، وللتذكير يعد مشروع محطة تحليه مياه البحر بمدنية «تنس» من ضمن 13 محطة للتحلية متضمنة في البرنامج التكميلي لدعم النمو 2005-2009 والذي يقضي بإنتاج 2.2 مليون متر مكعب من مياه البحر المحلاة في اليوم.