تدخلت مصالح أمن ولاية خنشلة نهاية الأسبوع المنصرم، مدعمة بعدد كبير من أفراد قوتها العمومية مرفوقة بآليات الهدم والتجريف التابعة لبلدية خنشلة، وذلك لتنفيذ قرارات الإدارة والمنتخبين المحلين بطرد عائلة متكونة من 6 أفراد. مؤلفة من امرأة مطلقة عاملة نظافة بمركز الترفيه العلمي وسط مدينة خنشلة، تبلغ من العمر 65 سنة كانت قد لجأت إلى أحد المحلات المفتوحة وسط السوق الأسبوعي بطريق "بابار"، وأقامت فيها إلى جانب عائلتين أخرتين رفقة ابنها وزوجته وأطفالهما الثلاثة، رضيعة وأختها ذات 3 سنوات وأخيهما الذي لا يتجاوز عمره ال 5 سنوات، من هذا السوق الذي حولته البلدية مؤقتا إلى حظيرة لعتادها وآلياتها وسياراتها إلى الشارع، في عز الشتاء أين تم رمي الأثاث والمتاع في العراء دون اعتبار لما يمكن أن يحل بهذه العائلة وسط الشارع مع أبنائها الصغار من خطر الموت بردا في عز الشتاء. "الأيام" وقفت على المشهد الذي يقطع الأكباد ويحرق القلوب حزنا وأسفا، خاصة أمام بكاء الأطفال الصغار وهم يحتمون بحجر جدتهم، التي جلست بين أكوام أثاثها ومتاعها تذرف دموع الحسرة، وتناشد أهل المروءة وذوي القلوب الرحيمة أن يرأفوا بها وبأبنائها بإيوائهم ونجدتهم دون مجيب، العجوز "بركان.ع" من سكان خنشلة أكدت لنا أنها أوت بعائلتها إلى هذا السوق منذ أزيد من 17 شهرا، بعد أن ضاقت بها السبل ولم تعد قادرة على المستحقات الباهظة في الإيجار لدى الخواص، الذين في كل مرة يطردونها لتبحث مجددا عن مؤجر جديد منذ أزيد من 20 سنة. وأضافت أنها تقدمت بطلبات السكن لأكثر من مرة، ولكنها دائما تقصى من الاستفادة شأنها شأن ابنها الذي رافقها في رحلة العذاب مع زوجته وأبنائه الصغار، وها هي اليوم تطرد بأثاثها إلى الشارع بلا رحمة ودون أن يرق قلب أحد من المسؤولين رأفة بها وإنقاذها من هذه المأساة، بالتدخل لدى السلطات المعنية لمنحها سكنا اجتماعيا لائقا مع ابنها المتزوج وعائلته حسب تعبير الكثير من المواطنين. وتنتظر عائلتان أخرتان نفس المصير أين لا تزالان تشغلان أحد المحلات داخل السوق، هذا وقد أكد لنا بعض أفراده الذين يزيدون عن 10 أشخاص رجال، نساء وأطفال أن السلطات وعدت بطردهم هم الآخرين بنفس الطريقة قبل نهاية هذا الأسبوع، ويناشدون والي الولاية التدخل العاجل لمساعدتهم وإنقاذهم من ذل التشرد في الشوارع ومن خطر المبيت مع أبنائهم في الساحات العمومية.