امتدت ليلة أول أمس أعمال الشغب التي شهدتها العديد من مناطق الوطن، إلى ولاية سطيف حيث خرج المئات من الشباب إلى الشوارع ودخلا في مواجهات من مصالح الأمن مما أسفر على إصابة 12 شرطي وجرح حوالي 20 شاب بجروح متفاوتة الخطورة، والاستيلاء على 4 بنادق. وكانت البداية بحي 500 مسكن بسطيف أين انتفض عدد هائل من الشباب وقاموا بغلق الطريق وإضرام النار في العجلات المطاطية وعند تدخل مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب تحولت المواجهات إلى عمليات تخريب طالت مقر الأمن الحضري الحادي عشر، ومقر مؤسسة نجمة بحي أولاد براهم حيث تم تحطيمه عن آخره وتمكن بعض الشبان من الاستيلاء على أربع بنادق تابعة لأعوان الأمن الذين يعملون بمقر نجمة، كما تم الاستيلاء على كم هائل من التجهيزات، وحسب مصادرنا فقد تمكنت مصالح الأمن من استرجاع بندقية بينما ظلت بقية البنادق مفقودة ولازالت محل بحث، وامتدت الاحتجاجات إلى حي 600 مسكن أين تم رشق مقر البلدية بالحجارة وتمكن البعض من اقتحامه والاستيلاء على أجهزة الإعلام الآلي وإتلاف كم هائل من الملفات الإدارية. وتم غلق الطريق وإضرام النار في العجلات المطاطية في كل حي 1014 مسكن وحي القلاع وعين الطريق وشوف لكداد وبيزار أين تم تحطيم زجاج النوافذ التابعة لمديرية التربية ومقر الرياض ومقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي . كما تعرضت ألواح التوجيه وأضواء المرور والأعمدة الكهربائية للتكسير و تحول بعضها إلى حطام، وقد أسفرت المواجهات عن إصابة 12 شرطيا نقلوا إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي سعادنة عبد النور أين كانت أغلبية الإصابات على مستوى الرأس والأطراف كما تم تحويل قرابة 20 شاب إلى نفس المصلحة. وامتدت ليلة أول أمس أعمال الشغب التي قادها مواطنون بسطيف إلى عدة بلديات تقع بالجهة الجنوبية للبلدية، حيث قطعت الطرقات وأحرقت المباني وأتلفت المئات من الملفات، وكان تجمع ذراع الميعاد منطلقا للأحداث وأقدم العشرات من الشباب بعد مغيب الشمس على قطع الطريق الوطني رقم 28 في محوره الرابط بين التجمع المذكور ومركز بلدية عين ولمان، حيث أقدم هؤلاء على إضرام النار في العجلات المطاطية، كما أقدم هؤلاء على اعتراض سبيل المارة وتكسير حوالي 20 سيارة، وقد دامت الاحتجاجات إلى غاية الساعات الأولى من صباح أمس حاول خلالها المحتجون نقل أعمال الشغب إلى مركز البلدية، غير أن تدخل قوات الأمن المشتركة بين الشرطة والدرك الوطني حالت دون ذلك وتمكنت من تفريق المتظاهرين، كما أقدم آخرون ببلدية التلة على قطع الطريق الوطني رقم 75 في محوره الرابط بين عين الحجر وبلدية حمام السخنة، لمدة من الزمن كما قاموا بتخريب أعمدة الإنارة العمومية شأنها في ذلك شأن أعمال شغب اندلعت ببلدية بازر سكرة، حيث أغلق مواطنون الطرقات المؤدية إلى مدينة العلمة، ولعل القدر الأكبر من الخسارة في أعمال الشغب التي اندلعت أمس بولاية سطيف تكون قد تحملتها بلدية عين الحجر، حيث أقدم محتجون في حدود الساعة الحادية عشر من ليلة أول أمس على حرق مقر الفرع البلدي، وحسب مصدر محلي فإن المحتجين قاموا بإفراغ برميلين من مادة المازوت وسط مبنى الفرع البلدي ثم قاموا بإضرام النيران، وبسرعة فائقة امتدت ألسنة اللهب لتشمل كل أركان المبنى، وقد تسبب الوضع في إتلاف كل التجهيزات الموجودة ومنها أجهزة إعلام آلي ، كما أحصى لنا مصدر رسمي إتلاف حوالي 1700 ملف لمواطنين تقربوا من البلدية لاستخراج بطاقات التعريف الوطنية وعقود بيع وغيرها، أتت عليها ألسنة اللهب. وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية لإخماد الحريق، فيما تدخلت مصالح الدرك لتفريق المحتجين، وقد وقفنا صباح أمس على عودة جو من الهدوء الحذر إلى المناطق المذكورة.