يشتكي فلاحو "عرف الشيخ" ببلدية "الفيض" ببسكرة من مشكل حرمانهم من الكهرباء الريفية، ذلك أنها أثرت سلبا على نشاطهم الفلاحي، وأرقت حياتهم نتيجة التنقل المستمر لجلب مادة "المازوت" على مسافة تصل إلى 50 كلم كل يومين تقريبا. وما يزيد من متاعبهم هي تلك المصاريف الإضافية التي يجبرون في كل مرة على توفيرها لتغطية مصاريف النقل وعدم استطاعتهم على الدفع المستمر لثمن الكميات التي يجبرون على شرائها مهما بلغت لضمان مردود السنة في منتوجاتهم. وحسب ممثل فلاحي "عرف الشيخ" فإنهم طرقوا كل الأبواب وأوصلوا انشغالهم هذا إلى الهيئات المعنية، غير أن الأمر باق لحد الآن على حاله، والمعاناة هي الأخرى ما تزال متواصلة، رغم حضور لجنة دراسة خاصة ميدانيا، هذه الأخيرة التي وقفت على واقع المنطقة وجغرافية المزارع، وأضاف ذات المتحدث بأن هؤلاء الفلاحين هم بصدد رسم مخطط إجمالي لمواضع المزارع الفلاحية، وهو ما يجعلهم يعيشون على حد تعبيره على أمل أن تعرف الوعود المقدمة طريقها نحو التجسيد الميداني، للإشارة فإن هذه المنطقة تحصي نحو 58 فلاحا ويتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من هذا في حالة ما إذ تمت عملية تزويدهم بالكهرباء الريفية، هذا ولا تتوقف آثار الحرمان من الكهرباء على سلبيات جلب مادة "المازوت" فحسب، ذلك أن انعدام هذه الطاقة الحيوية أجبر الفلاحين على التقيد بمساحات محددة لاستغلالها في النشاط الفلاحي، وذلك لارتباطها بكميات تدفق المياه والمرتبطة هيب الأخرى بنوعية المضخة المستعملة والتي غالبا ما تكون من النوع الضعيف والصغير الحجم، ومن هذا المنطلق فهم يتطلعون أن يتم أخذ مطلبهم هذا محمل الجد، مع التأكيد على ضرورة الإسراع في حله، خاصة وأن المنطقة تتمتع بمياه عذبة ومساحات خصبة، ما يعني أنه لو وجدت نوعا من العناية وبالقدر الكافي مع تعزيزها بتوفير مناصب عمل حتى ولو كانت في الأصل مؤقتة، فإنها بلا شك ستساهم في تفعيل حركية السوق المحلي من خلال توفير منتوج فلاحي وزراعي متنوع ونوعي كما من شأنه أيضا أن يصل إلى درجة تحقيق اكتفاء ذاتي في عدد من المنتوجات.