نقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن مراقبين أن الاحتجاجات والاضطرابات الاجتماعية يمكن أن تكلف الاقتصاد المصري ثمنا باهظا، إذ تشير تقديرات خبراء البنك الفرنسي «كريدي أغريكول» إلى أن الخسائر، التي تتكبدها البلاد يوميا تتجاوز 310 ملايين أورو. و نظرا للوضع القائم والأزمة السياسية، التي طال أمدها قرر خبراء البنك تخفيض توقعاتهم لنمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر، بنتائج العام الحالي، إلى 1.6 بالمائة نقطة مئوية. ومن المقدمات التي استدعت ذلك هو توقف نشاط البنوك والبوصة و العديد من المؤسسات، وكذلك إجلاء عشرات الآلاف من الأجانب، والذي أدى بمجمله إلى انخفاض حاد في أحد أهم قطاعات الاقتصاد المصري، وهو السياحة. كما تضررت نتيجة أحداث مصر بورصات دول عربية أخرى، إثر مخاوف من انتقال المشاعر الثورية إلى عدد من دول المنطقة. حيث تقفل أغلبية بورصات الدول العربية الخليجية يوميا على انخفاض في المؤشرات الرئيسية يصل على 3 بالمائة. البورصة عابسة وشرطة المرور يبتسمون ويواجه النظام المالي في مصر اختبارات جديدة بدأت الحكومة أمس الاثنين تبيع أذون خزانة بقيمة 2.5 مليار دولار وتستأنف البنوك أنشطتها في المعاملات الدولية لكن البورصة ستظل مغلقة. وفتحت البنوك أبوابها الأحد للمرة الأولى منذ أسبوع بينما اصطف العملاء انتظارا لإجراء معاملات على حساباتهم وسجل الجنيه المصري تراجعا طفيفا بعدما أفسحت الاحتجاجات العنيفة المجال لمحادثات سياسية. وكانت منطقة وسط القاهرة المكتظة بالشركات أكثر هدوءا بشكل ملحوظ صباح أمس الاثنين بينما علت الابتسامات وجوه ضباط المرور والجنود وزادت كميات الخضر والفاكهة المعروضة لدى البائعين. وقال متعاملون في العملة إن الضغط قد يصبح أكثر حدة في وقت لاحق هذا الصباح عندما تبدأ البنوك خارج المنطقة عملها هي الأخرى. وفتحت البنوك المصرية التي تعمل لساعات مخفضة في العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي "0800 بتوقيت غرينتش". وقال متعامل في لندن "الناس يحاولون الخروج. سيكون هناك المزيد غدا عندما اعتقد أننا سنبلغ مستوى ستة "جنيهات للدولار". وأغلق الجنيه المصري الأحد عند 5.93 جنيه للدولار. وتختبر البلاد أيضا ثقة سوق الديون منذ أمس الاثنين حينما بدأ البنك المركزي سعيه لبيع أذون خزانة تتجاوز قيمتها 15 مليار جنيه "2.53 مليار دولار" بعدما اضطر لإلغاء مزادات الأسبوع الماضي. وقال البنك إنه سيجري مزادا لبيع أذون لأجل 91 يوما بثمانية مليارات دولار ولأجل 182 يوما بخمسة مليارات دولار ولأجل 273 يوما بملياري دولار تجري تسويتها اليوم الثلاثاء. وقال متعامل في السندات ببنك مصري "ليس لدينا أي فكرة عن المستوى الذي سيكون عليه العائد الاثنين (أمس)". وأضاف أن معظم البنوك تعاني من مشاكل في حساب احتياطياتها مما يجعل من الصعب بالنسبة لهم تحديد كمية الأذون التي عليهم شراؤها. وبدأت الجوانب الأخرى من الاقتصاد تعود لطبيعتها تدريجيا يوم الأحد للمرة الأولى في أسبوع مع عودة الموانئ والبنية التحتية والمصانع للعمل بطاقتها المعتادة.