توالت الاستقالات تباعا من المحيطين بالقذافي منذ بدء الاحتجاجات المطالبة برحيله والتي تم قمعها بشكل عنيف أثار استنكار العالم، وتسارعت موجة الاستقالات في مؤشر قوي على تهاوي نظامه لتطال هذه المرة أقرب مقربيه ومعاونيه والعديد من سفرائه في عواصم عالمية. فقد أعلن أمس أحمد قذاف الدم المبعوث الشخصي السابق لمعمر لقذافي وابن عمه، في بيان تلقته مختلف وسائل الإعلام بأنه قد غادر ليبيا منذ أسبوع احتجاجا على أسلوب المعالجة التي تتم للأزمة وأنه قدم استقالته اعتراضا على الانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية، كما طلب اللجوء السياسي في مصر التي يتواجد بها حاليا، وتعد هذه الاستقالة أقوى ضربة ضد نظام القذافي على اعتبار أن أحمد قذاف الدم كان يشغل منصب المبعوث الرسمي له لمختلف بلدان العالم، ويصنف أيضا ضمن كبار المسؤولين الأمنيين في نظامه فضلا عن القرابة الموجودة بينهما، وقد عمل في الحقل العسكري في ليبيا ووصل إلى رتبة عقيد، وهي نفس الرتبة التي يحملها معمر القذافي. ويكون أحمد قذاف الدم بذلك قد أكد الأنباء التي ترددت سابقا بأنه قدم استقالته يوم أول أمس الخميس احتجاجاً على طريقة التعامل مع المعارضين لنظام القذافي، حيث دعا في بيانه إلى ضرورة وقف "حمام الدم والاحتكام إلى العقل" مؤكدا أن ليبيا فوق الجميع، ودعا العاملين بمكتبه الإعلامي بالقاهرة إلى تسيير قافلة طبية لمساعدة الشعب الليبي. وتأتي هذه الاستقالة ضمن سلسلة من الانشقاقات والاستقالات لوزراء القذافي منهم وزيري العدل والداخلية والكثير من الدبلوماسيين والسفراء في الخارج، وآخرهم السفيرين الليبيين في كل من فرنسا ومنظمة اليونيسكو اللذين أعلنا أمس الجمعة في بيان مشترك عن استقالتهما من منصبيهما وانضمامهما لثورة الليبيين، مؤكدين إدانتهما القوية للقمع الحاصل ضد المحتجين، ويأتي ذلك بعد أن قامت مجموعة من المتظاهرين الليبيين باحتلال مقر السفارة في باريس ليلة الخميس إلى الجمعة، ورفعوا العلم القديم لليبيا وطردوا كل العاملين فيها معلنين انضمامهم إلى ثورة 17 فبراير حتى الإطاحة بنظام القذافي. وقبل ذلك كان السفير الليبي في الأردن أعلن أول أمس الخميس في ندوة صحفية عقدها بمنزله بعمان، استقالته من منصبه وانضمامه للمنتفضين في بلاده احتجاجا على "الحملة العسكرية التي تشنها حكومة القذافي ضد المدنيين "، وقال السفير البرغثي أن المواجهات الدموية الجارية في بلاده لا يتخيلها عقل ولا يصدقها إنسان "، كما قدم النائب العام الليبي عبد الرحمن العبار استقالته هو الآخر احتجاجا على المجازر التي ترتكب بحق الشعب الليبي، وذلك في بيان متلفز أكدت قناة العربية حصولها على نسخة منه أكد فيه وفاءه للقسم الذي قطعه عند تولي منصبه بالانحياز للحق والعدل والإخلاص لوطنه، منددا بما وصفه بالمجازر وإراقة الدماء التي لم يشهد لها الشعب الليبي والتاريخ مثيل كما أضاف، معلنا انضمامه لإرادة الشعب الليبي . من جهة أخرى أعلن ضباط في سلاح الجو الليبي في قاعدة عسكرية بمدينة بنغازي أول أمس تأييدهم لثورة الليبيين وانضمامهم للمحتجين ضد القذافي، حيث ذكرت قناة "الجزيرة" الفضائية التي أذاعت الخبر، أن ذلك يأتي في وقت أعلن فيه مديرو أمن في عدة مناطق ليبية انضمامهم للثورة، نفس الأمر في مدينة أجدابيا الواقعة شرق ليبيا، أين أعلن أفراد الجيش والشرطة انضمامهم للمحتجين، وأكدت تلك القوات أنها انسحبت من ثكناتها وانضمت للمعارضة التي تحاول الإطاحة بالقذافي، وأعلن ضباط الشرطة في المدينة أنهم ينضمون بشكل كامل إلى الشعب في ثورته السلمية، و أنهم سيضحون بأرواحهم من أجل هذه المنطقة، ويضعون كل إمكانياتهم من أجل ليبيا.