قل للمشرق الغبي إني نادمة، نادمة، نادمة.... قل للأبجدية، و قل لرجال بني يعرب أني سأعود إلى إبن دمي سأُركِّب الأغلال في عنقي وأضع السوط في يده و أطلب منه أن أجلد أجلد القلب الذي صدق أن الحب في المشرق أو عند دُمى بني يعرب أنا البربرية الحرة كيف تركت قلبه الشفاف؟ وركضت خلف كلب لا قلب كيف صدقته؟ كيف حملت أمتعتي؟ كيف سافرت إليه بقدمي؟ كيف دخلت محرابه الكاذب؟ كيف منحته عذريتي؟ كيف منحته ربيع العمر و أثماره؟ كيف رميت بنفسي في ماخور نسوانه؟ كيف و أنا سليلة تلك القمم الحرة؟ أنام و أصحو اليوم بين مزابل نسوانه؟ غفرانك يا ثلوج شليا و جرجرة غفران نقائك إني أشعر بالدنس إني أشعر بالندم الأسود و المر كالقطران و الحنظل. يا ابن دمي يا رجلي البربري القح أريد إنتقاما من نفسي أريد أن أطفئ ألسنة اللهب الغاضب في قلبي بدمي المنبثق من جرحي خذ خنجري من يدي و اذبحني جُرّ الشفرة الحادة على عنقي إنحرني كما تنحر الشاة و اسلخني و ارم بجثتي للذئاب هناك في أرضي إرمها للكلاب على قارعة المزابل إن شئت ما عدت أهتم ببقايا الجثة التي صرتُ فتتني الندم يا ابن دمي و الحزن الذي يجثم على صدري يقتلني في اليوم مرات و مرات يقتلني و روحي معلقة فلا أنا حية، و لا أنا ميتة. يا ابن دمي أقر أني مخطئة فهل يشفع لي جهلي للتاريخ العربي ما اقترفتُه بنفسي؟ سبْي النساء كان ُسنَّةُ أولي الأمر عندهم و تعدد الزوجات و الخليلات و الإيماء و ثقافة النيك بلا حب كيف غفلت عن تاريخ بأكمله أذلّ النساء، لأُصبح اليوم واحدة منهن؟ كيف صدقت ببغاوات التعريب في بلدي المخدوع؟ كيف صدقتُ خرافة فتوحات الإسلام و تحرير النساء من الوأد؟ أهناك أقسى من الوأد في مستنقعات من الذلِّ؟ يا ابن دمي أغمض عينيك و اطعن هذا القلب الذي تسمم بالحقد إغمض...و اطعن