بادرت محافظة الغابات لولاية تيارت، وبالتنسيق مع مختلف الجمعيات المهتمة بالبيئة، تزامن مع الاحتفالات الخاصة بيوم الشجرة، في حملات تشجير عبر مختلف بلديات الولاية، كما خصصت المؤسسة الجهوية للتنمية الريفية قرابة 15 ألف شجيرة لإنجاح هذه الحملات. ويأتي هذا في وقت ما تزال فيه الغابة تصرخ وتستغيث بولاية تيارت إن صح التعبير، ومنها غابة عاصمة الولاية التي ما تزال تنتهك بسبب ظاهرة نهب الرمال التي تأثر بشكل مباشر في تعرية النباتات الغابية، كما تعتبر السبب الرئيس وراء انجراف التربة وتعرية الجبال، كما لم تسلم المسحات الغابية بالولاية أيضا من ظاهرة قطع الأشجار لاستعمال جذوعها كركائز بورشات البناء لصنع مواد خشبية وكذا صناعة الفحم، فهذه الظواهر الخطيرة تضاف إليها مظاهر أخرى تنم عن غياب الوعي البيئي لدى بعض المواطنين الذين يفضلون التنزه بتلك الغابات لكنهم يخلفون ورائهم فضلات وبقايا الأكل وقارورات زجاجية ونحو ذلك، تكون سببا في اندلاع ونشوب حرائق تلتهم سنويا المئات من الهكتارات، في حين أن غرسها تطلب بذل مجهود كبير وصرف أغلفة مالية معتبرة لأجل إعادة الاعتبار للمحيط الغابي، في حين تبقى بعض الجمعيات المهتمة بالبيئة وكذا ممثلين عن المجتمع المدني يهتمون بالأشجار والغابات خلال المناسبات، غير أنه وعلى الرغم من ذلك ما تزال ظاهرة الاعتداء على الأشجار واقعا داخل الأحياء والمدن، فهي الأخرى لم تسلم من عمليات التخريب عن طريق كسرها لأجل اللهو ليس إلا، كما أنها أصبحت طعاما لقطعان الماعز التي أضحت تجوب أحياء العديد من بلديات الولاية كما يحلوا لها، فيما يبقى دور المجالس البلدية ببعض البلديات مغيبا في محاربة ظاهرة الرعي داخل المدن والأحياء الحضرية، ولا تتحرك تلك المجالس بالقيام بدورها إلا إذا وجهت لها تعليمات، وهو ما يوضح غياب ثقافة الاهتمام بالغطاء النباتي لدى الكثير من المنتخبين والجمعيات التي تنشط بتلك البلديات التي لا تظهر إلا في المناسبات لتعاود الاختفاء من جديد.