أكد «عبد السلام وادو»لاعب المنتخب المغربي السابق الذي تألق في البطولة الفرنسية لسنوات عديدة أنه يدرك جيدا بأن الضغط سيكون كبيرا على المنتخب الوطني بما أنه سيلعب أمام جمهوره، مشيرا بأن نقطة واحدة تكفي المغاربة. ما هي نظرتك الأولى إلى المباراة التي ستجمع المنتخبين الجزائري والمغربي ؟ أعتقد بأنها ستكون مواجهة قمة في الإثارة والتنافس، بما أنها ستجمع بين منتخبين يلعبان كرة جميلة ويضمان في صفوفهما العديد من اللاعبين الموهوبين. الكثير من اللاعبين المغاربة السابقين والحاليين يرشحون كفة المنتخب المغربي فما رأيكم؟ صحيح أن المنتخب المغربي عاد بقوة في الآونة الأخيرة وتمكن من تحقيق نتيجتين ايجابيتين في التصفيات، لكن ذلك لن يكون كاف لتحقيق الفوز على الجزائر، لأن المواجهة تكتسي طابعا محليا، وعليه فإنها تخضع للعديد من المعايير. هل يمكن لنا أن نعرف بعض هذه المعايير؟ تاريخ المواجهات بين الجزائر والمغرب يؤكد بأن الأمور كانت دائما تحسم بصعوبة، فاللاعبون يتعارفون فيما بينهم لأن معظمهم لعب مع بعض في الأندية الفرنسية، أضف إلى ذلك، فإن تقارب طريقة لعب المنتخبين يجعل الفصل في النتيجة صعبا. لكن المنتخب المغربي الحالي يضم نجوما يصنعون أفراح العديد من الأندية الأوروبية يتقدمهم متوسط الأنتر "خرجة"، وهو ما قد يعطي الأسبقية لأسود الأطلس؟ المنتخب المغربي الحالي يضم العديد من النجوم، وربما التعداد الحالي هو أثرى تشكيلة مغربية عبر التاريخ، لكن حتى المنتخب الجزائري يضم في صفوفه العديد من اللاعبين الموهوبين كزياني، وبلحاج وغيرهما، كما أن هناك نقطة مهمة جدا قد تلعب لصالح الخضر، هي الروح التي يلعب بها المحترفون الجزائريون والتي يفتقد إليها باقي اللاعبين في الدول الأخرى. ماذا تريد أن تقول بالضبط؟ صراحة عندما أرى زياني، وبلحاج، وباقي المحترفين الجزائريين يلعبون مع منتخبهم بحماس كبير أدرك بأن قوة المنتخب الجزائري في حب لاعبيه لوطنهم، وهذا عامل قد يكون في صالحهم خلال المباراة. أفهم من كلامك أن قوة الخضر في لعبهم الجماعي وقوة أسود الأطلس في الفرديات؟ تقريبا، فلا ينكر أحد أن المنتخب الجزائري الذي تابعناه في التصفيات الأخيرة المؤهلة للمونديال وخلال كأس إفريقيا وكأس العالم كان يُطبق كرة جماعية جميلة، ولولا الحظ لحقق نتائج تاريخية، أما المنتخب المغربي فلاعبوه الحاليون من طينة النجوم وكلا الأمرين يصنعان الفارق في أي مباراة. إذن لا يُمكن أن تتكهن لمن تعود الغلبة؟ في مثل هذه المباريات يصعب التكهن، فكل الاحتمالات واردة، سواء لعبت في الجزائر أو في المغرب، فلما تعرف أن المباراة من نوع «الديربي» تنسى كل الحسابات وتنتظر صافرة الحكم بعد 90 دقيقة، وسبق لنا أن كنا منهزمين أمام الجزائر قبل نهاية المباراة بثوانٍ بفارق هدف وتمكنا من ترجيح الكفة بفارق هدفين ولا أظن أن هناك من انتظر ذلك الفوز. على ذكر هذه المباراة التي لعبتموها في ربع نهائي كأس إفريقيا بتونس 2004، ما هي المشاهد التي لا زلت تحتفظ بها؟ لقد كانت مواجهة محلية بأتم معنى الكلمة، وصراحة كان فوزا ثمينا، فبعد أن كنا متأخرين بهدف صرنا متقدمين بهدفين، وأتذكر جيدا أن ملعب صفاقس كان مكتظا بالمشجعين الجزائريين الذين ساعدوا منتخب بلادهم كثيرا. وهل تعتقد بأن الأنصار الجزائريين قد يتمكنون من شحن لاعبيهم خلال المباراة؟ دور المشجعين كبير في أي لقاء لكنه لن يكون حاسما لأن أغلب اللاعبين المغاربة متعودون على الضغط. البعض متخوف من أن يكون لقاء الجزائر أمام المغرب مشابها لمواجهة الخضر أمام مصر خاصة من ناحية شحن الجماهير.. فماذا تقول لهؤلاء؟ هذا مستحيل، فالعلاقة بين الشعبين الجزائري والمغربي هي علاقة أخوة ولا يمكن أن تتأثر بمواجهة في كرة القدم، وأقول لهؤلاء إنه قبل قرون من الآن كانت الجزائر والمغرب وطنا واحدا بدون حدود، فالتقارب في التقاليد والعادات والعديد من الأمور الأخرى سيجعل المواجهة بمثابة الحفل الذي سيُفرح الشعبين، ثم على مر التاريخ كل مواجهات المغرب والجزائر مرّت في جو احتفالي يُصفقون لنا لما نفوز ونُصفق لهم لما يفوزون.