( اليهم .. في علياء خلودهم .. وإلينا .. في غمرة موتنا القادم .. ) حجر على الطريق في زحفها الوئيد نحو مدن افترضها الحلم وصدقها العطش المتهالك فوق أكتاف غيم مستحيل ينهض الرأس المثقل ببقايا الأضغاث .. يتلفت بحيرة طفل نافثا بقايا النعاس : أكل الكوابيس لي ؟ تجيبه الزوايا بصمتها المعتم .. تجيبه الشوارع المحزومة بالتوجس ورحمها الآهل بالديناميت .. تجيبه أشلاء الجسد والروح بشراهة موت مقبل وحياة مدبرة نحو الحروف .. ( ثمة خوف كثير ) .. نشيد يردده الفجر وعرق الأمهات المداف بعطر التنانير .. ( ثمة خوف كبير ) .. يزاحم رطب النخيل الناضج قهرا .. وتلوح الشمس للسعف الاّ مكان للضوء في قيامة اللهب .. حجر على الطريق ... يتعثر بالخطى .. حجر على القلب .. يلهث الذكرى .. حجر على نافذة الروح وهي تنفق آخر ضيائها في إشعال شمعة تمجد الظلام لأنه يمنحها كل هذا البهاء .. ينكأ قرص الشمس بجرح الظلمة وهي تتوسد مداد الضوء.. وانتِ المزحومة بخطايا الأحلام الكبيرة .. اينما وليتِ وجهكِ يدرككِ الحنين .. فلا كانت البلاد عذبة .. ولا كان اللقاء انتظار ...