في هذا الحوار يتحدث مدافع وفاق سطيف «عادل لخذاري» الوافد الجديد للفريق خلال الميركاتو الشتوي الأخير عن مسيرته الكروية..وعشقه لكرة القدم..عن بداياته مع فريقه الأصلي «اتحاد بسكرة» وتدرّجه في مختلف أصناف الفريق..ذكرياته مع خضراء الزيبان، كما يتحدث ابن «حي الضلعة» بمدينة «بسكرة» أيضا عن روعة الإحساس الذي شعر به لحظة استدعائه أول مرة للمنتخب الأولمبي..وخصنا بالحديث عن تفاصيل تنشر لأول مرة حول صفقة انتقاله للوفاق. المستقدم الجديد ل «النسر الأسود» تحدث عن احترامه للعمل الكبير الذي يقوم به الناخب الوطني «بن شيخة» رفقة «الخضر»، وتمنى أن يكون رفقاء «جبور» هذه السهرة في الموعد لإسعاد الجماهير الجزائرية وتحقيق التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا عبر بوابة «مراكش». - بداية، حدّثنا عن «عادل لخذاري» وعن بداياتك مع كرة القدم؟ «عادل» شاب فتح عينه على كرة القدم، وبدأ مباشرة في استنشاق هواء الملاعب..من مواليد 12/08/1989 ببسكرة، ترعرعت على مداعبة الكرة رفقة أقراني ب «حي الضلعة»..كل تصرفاتي كانت منذ الصغر لها علاقة بالكرة..لا أتذكر من طفولتي غير اللعب في شوارع «الحارة»..بدأت ممارسة كرة القدم في سن مبكرة..وأول فريق التحقت به بشكل رسمي كان فريق «وداد أمل بسكرة» وعمري لم يتعد وقتها 11 سنة..في صيف 2001 سمعت أن الفريق الأول في المدينة «اتحاد بسكرة» يُجري اختبارات للاعبين الناشئين فقرّرت المشاركة، والتحقت مباشرة بالفريق بعد أول حصة..تدرجت بعد ذلك في كل الأصناف أصاغر، أشبال، أواسط، أكابر.. - ماذا تذكر عن أول مباراة لك مع اتحاد بسكرة في صنف الأكابر؟ نعم لازلت أذكرها جيّدا، لقد كان ذلك في أكتوبر 2008، عندما لعبت أساسيا في مباراتنا ضد «المحمدية» في ملعبنا ، وفزنا يومها بنتيجة عريضة (3/0)، ومنذ تلك المباراة صرت ألعب أساسيا في الفريق، واستمر ذلك لمدة سنتين ونصف ، كما أحمد الله أنّي تشرفت بحمل شارة القائد في أغلب اللقاءات التي لعبتها مع الفريق. - كيف تُقيّم تجربتك في الاتحاد، ولماذا لم يحقق الفريق الصعود رغم أنه أجمل ذكرياتي الكروية أحتفظ بها مع فريقي الأصلي «اتحاد بسكرة»، الذي اعتبره مدرسة كروية تعلمت فيها مبادئ اللعبة، وأتذكر إلى اليوم ذلك الموسم الكروي الرائع الذي قضيته معه في صنف الأواسط لما تحصلنا على لقب البطولة..لقد كان موسما أسطوريا حيث لم ننهزم إلا في مباراة واحدة وأجمل ذكرى لازلت أتذكرها هي ذلك اليوم الذي تنقلنا فيه للعاصمة لحضور الحفل النهائي، حيث كنا يومها الفريق المميّز من خلال لباسه الموحد والذي كان عبارة عن «بدلات كلاسيك» آخر موديل..وهنا لن أنسى ذكر مجهودات القائمين على الفئات الصغرى بالاتحاد وأخص بالذكر عمي «أحمد منوبي» الذي أكن له كل الاحترام وأوجه له تحية تقدير وشكر على ما قدّمه لي ولزملائي..كما أشكر المدرب «يحيى سويسي» الذي تعلمت منه الكثير. أما عن تجربتي في صفوف الاتحاد فقد كانت ناجحة ، بدليل الخطوات الكبيرة والنجاحات التي حققتها بألوانه، لكنني أتأسف لحال «الخضراء» التي تعاني مع كل موسم ، لتنجو في النهاية من شبح السقوط بدل اللعب على تحقيق الصعود، وبقاء الفريق منذ سنوات في القسم الثاني، وهنا أؤكد أن مشكل الاتحاد هو مشكل تسيير بالأساس، لأن الفريق يزخر بمواهب لامعة في كل الأصناف ، غير أنها لم تجد من يهتم بها. - على ذكر مشاكل التسيير، كيف تنظر لقضية زميلك في الاتحاد سابقا «قحّة وليد»الذي اتهمته الإدارة ببيع اللقاء لصالح الفريق الخصم «شباب قسنطينة»؟ «وليد» زميلي وأعرفه جيّدا ، لقد تربّينا مع بعض، ولا أتصور أن يقوم بما اتّهم به ، خاصة وأنّه ابن الفريق وعائلته معروفة، لقد لعبنا مع بعض العديد من المباريات دون أن نتلقى أي مقابل، فكيف له أن يخون فريقه هذه المرة بعد كل هذه السنوات؟!..بصراحة أرى أن ما قام به المناجير العام للفريق «ساعو إبراهيم» تصرفا غير رجولي، فقد أضر به الفريق، وشوه من خلاله سمعة واحد من أفضل لاعبيه وأبنائه. خلال الميركاتو الأخير التحقت ب«وفاق سطيف» كيف كانت الاتصالات ولماذا اخترت الوفاق دون غيره؟ وفاق سطيف كما يعرف الجميع فريق كبير تجاوزت سمعته حدود الوطن بعد أن صار معروفا بمشاركاته الإقليمية، العربية والقارية، التي حققّ فيها ألقابا عديدة، واللعب لهذا النادي شرف وأمنية لكل لاعب يطمح للظهور، أما عن التحاقي فقد كان بعد اتصال الرئيس «سرار» بمدرب الاتحاد خلال تلك الفترة «مليك زرقان»، ولما بلغني العرض استشرت كل من والداي والمربي «أحمد منوبي»، وكذا أخي الأكبر الذي كان على اتصال مباشر مع الرئيس «سرّار»، وبعد المشاورات قرّرت قبول العرض ، لألتحق بعدها بسطيف رفقة رئيس الفريق «بوعزيز زريبي» لإمضاء العقد ، وقد تم ذلك مع «سرار» في "خمس دقائق" بمقر الوفاق ببومرشي. وبالمناسبة أقول لك أنني بهذا العقد أكون أول لاعب غادر صفوف «اتحاد بسكرة» بشكل رسمي (عقد بين الفريقين) خلال "الميركاتو" الشتوي منذ تأسيس الفريق. - بعد مرور ما يقارب ال5 أشهر عن التحاقك بالوفاق، كيف تُقيّم مسيرتك حتى الآن مع الفريق؟ بعد التحاقي بالوفاق كان اندماجي سهلا مع التشكيلة والحمد لله ، فالجميع رحب بي ، وشجعني زملائي اللاعبين على المجهودات التي أبذلها خلال الحصص التدريبية ، ولم تتح لي المشاركة في المباريات الرسمية للفريق إلا بعد مُضي فترة طويلة نسبيا ، حيث لم يستدعني ولا مرة المدرب السابق للوفاق الإيطالي «ديلاكازا»، ومع مجيء المدرب «حاج منصور» كان لي أول ظهور رسمي بألوان الوفاق في مباراتنا ضد اتحاد العاصمة، وشاركت بعدها بديلا في مباراتي بجاية وسعيدة ، كما لعبت بديلا طيلة الشوط الثاني في المباراة الأخيرة التي أجراها الوفاق يوم الثلاثاء الماضي بوهران أمام «الحمراوة». - ما الذي حدث في مباراة الوفاق الأخيرة ضد «الحمراوة»..؟ سؤالك هذا يقودني للحديث عما تنقله وسائل الإعلام وخاصة الصحافة المكتوبة من أخبار خاطئة وأخرى كاذبة عن الوفاق ولاعبيه ، فما روج له في اليومين الأخيرين من أخبار عن رغبة بعض اللاعبين في الاحتجاج بسبب المستحقات لا أساس له من الصحة ، حيث تنقل جميع اللاعبين المعنيين بالمباراة إلى وهران بصفة عادية وكان الجميع في موعد الدخول إلى الفندق أمسية اللقاء كما كان متفقا عليه، وحضّرنا بشكل عادي، غير أنّنا لم نعرف كيف نسيّر المباراة بشكل جيد لصالحنا ، وضيّعا فرصا سانحة للتسجيل، وهو ما سمح بتفوق الفريق المنافس وتمكنه من الفوز وكسب نقاط المباراة. - برأيك لماذا تراجعت نتائج الوفاق في المدة الأخيرة..؟ لا يجب أن نُضخّم الأمور أكثر من اللازم، أنا أرى أنّ الوفاق في الوقت الحالي يمر بمرحلة فراغ ، وهذا الأمر يحدث مع كل الفرق، وأعتقد أن الوفاق فريق كبير سوف يخرج من هذه المرحلة بأخف الأضرار، وسنتجاوزها في أقرب وقت. أما عن النتائج ، فصحيح أنّنا سجلنا بعض التراجع غير أن البطولة لازالت طويلة، ولا يزال أمامنا 7 مباريات كاملة ، منها مبارتين (2) مؤجلتين عن الجولات السابقة ، سنعمل على الفوز بأغلبها خاصة وأننا سوف نلعب 5 مباريات من المباريات ال 7 بملعبنا ، كما أنّنا لن نتنازل عن تحقيق المركز الثاني في نهاية البطولة، وهو المركز الذي سوف يمكننا من المشاركة في المنافسة القارية خلال الموسم القادم. - ما هي أهدافك الحالية مع الوفاق؟ وهل تفكر بالاحتراف في الخارج؟ أركز اهتمامي في الوقت الحالي على ضرورة الحصول على منصب رئيسي في الفريق، ومن ثمّ تقديم أفضل ما لدي وإبراز طاقاتي الكروية والبروز بشكل أفضل مع الوفاق، وبالتالي العمل على تشريف عقدي مع الوفاق ، أما الحديث عن الاحتراف في الوقت الحالي ، فأرى أنه سابق لأوانه..لازلت شابا في بداية الطريق ..أريد أخذ كل وقتي هنا بالجزائر، ثم بعدها إن جاءتني عروض جيدة من الخارج فبكل تأكيد لن أرفض. - ماذا عن لعبك للمنتخب الوطني الأولمبي، ولماذا لم تتنقل للمشاركة في المباراة التي سيُجريها المنتخب مساء غد الجمعة أمام زامبيا (الحوار أجري أول أمس)؟ سعدت كثيرا بحمل ألوان المنتخب الوطني الأولمبي، وفرحت لمّا تلقّيت الدعوة للالتحاق به لأول مرة وأعتبر أنّ حمل الألوان الوطنية تكليف قبل أن يكون تشريفا، وأظن أنّني أدّيت المطلوب مني في كل المباريات التي لعبتها حتى الآن، أما عن عدم مشاركتي في مباراة زامبيا، فيعود لكوني لم أتلق هذه المرة دعوة الناخب الوطني «عز الدين آيت جودي» الذي احترم خياراته، وأنا دائما رهن إشارته متى ما احتاج إلي لحمل الألوان الوطنية. - وماذا عن المنتخب الوطني الأول..؟ بالطبع ، كيف لا ؟ هذا هدفي الأول الذي أعمل من أجل تحقيقه منذ مدة، وأنا اقترب منه شيئا فشيئا فمن خلال التألق مع الوفاق والظهور بشكل جيد، سأسعى لجلب انتباه الناخب الوطني من أجل استدعائي للمنتخب الأول.. أنا أعمل من أجل أن يكون سن ال 25 سنة موعدا لحمل الألوان الوطنية مع المنتخب الأول ، وهو هدف سأجتهد كثيرا من أجل تحقيقه ولن أتراجع عنه ، خاصة وأن لدي الثقة في نفسي وفي إمكانياتي الكروية. - يُجري المنتخب الوطني هذه السهرة مباراة هامة أمام «أسود الأطلس»، كيف ترى هذه المواجهة؟ أولا أريد الإشارة إلى المجهودات الكبيرة التي يبذلها الناخب الوطني «بن شيخة» مع التشكيلة الحالية للمنتخب ، وأعتقد أنه أحسن اختيار اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لهذه المباراة ، خاصة وأن أغلبهم موندياليين ، وحتى الخماسي المحلي فهو مشكل من أفضل لاعبي البطولة الوطنية. أما المباراة فسوف تكون صعبة للغاية وستلعب على جزئيات صغيرة، ومن يكتشف ثغرات الخصم سوف يفوز ، ويكفي المنتخب الوطني العودة بنقطة التعادل من المغرب، رغم أنني أتمنى الفوز الذي يبقى ممكنا إذا عرف لاعبونا كيف يفكون «شفرة» المغاربة. - ما هو تكهنك بنتيجة المباراة؟ أتوقع فوز الخضر بنتيجة هدف لصفر«1/0» ، وأرشّح «جبّور» لتسجيل هذا الهدف. - بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟ أريد أن أشكرك على هذا الحوار، وعلى العمل الذين تقومون به، كما استغل الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل لكل الذين ساعدوني في مشواري الكروي، وأوجه تحياتي لكل أصدقائي، وعائلتي وخاصة الوالدين الكريمين اللذين أتمنى أن أكون عند حسن ظنهما.