الكلمة التي تدحرجت من سقفِ الرؤيا إلى السفحِ، لم تكن سوى قنينة العطر التي سقطت بغتة من يدِ آلهة الكلمات. الكلمة التي باركها الربّ، وألقاها في حديقة الضوء، لم تكن سوى فراشة بيضاء إستدرجها النور لتنثرَ أزاهير جناحيها على وميضهِ. الكلمة التي حَمَلتها غيمة البكاء، لم تكن سوى روح الخليقة، وهيَّ تندمجُ معَ الطين. الكلمة التي أطلقت نهرَ العصافير من قفصهِ، لم تكن سوى روحي المعلقة على رفيفِ الأجنحةِ. هذا والبقية تأتي .......!!! لولا تلكَ اليد المشبعة بالموسيقى، والطالع من بياضها هديل الحمام، والراكضة على خطوطها زرقة البحر، والمنغمس رنينُ أصابعَها بفيض خضرةِ الأشياء، لتراجعتِ العربات المحملة بنضائدِ ورد الكلمات إلى خلفِ الأسوار . أيها الشعر، يامن تلاحق خطاكَ أصوات النايات، دع غيمتكَ النافرة تمطر عليَّ، دَعها تمشطُ شعْريَّ، وترتديني، دَعها تطلقُ سحرها الكوني في معاقل روحي، لتحررني من عبوديتي التي طوقت حديقة أحلامي. أيها الشعر ....... تَفضل وأجلس هنا، هنا أمامي، على المقعدِ الذي يقابلني لنشرب شاي الصباح سويةً ... ونقرأ الصحف ... نعلقُ على الصور المنشورةِ على صفحاتِها الأُول