يتم استغلال محجر الرخام ب”فلفلة” بسكيكدة، حاليا بنسبة 20 بالمائة فقط، حسب ما أكده، أول أمس، إطار بالمؤسسة الوطنية للرخام بسكيكدة. حيث أرجع السيد “عيسى لعور” وهو مهندس بنفس المؤسسة، الاستغلال الضعيف لهذا المنجم إلى عدم توفر الوسائل بالقدر الكافي، و كذا إلى الأضرار الجزئية التي لحقت بمصنع التحويل، إثر الانفجار الذي وقع في 2004 بمركب الغاز الطبيعي المميع. وأوضح نفس المصدر، خلال يوم دراسي حول نشاط الرخام، نظم بقاعة المحاضرات للمجلس الشعبي الولائي، في إطار فعاليات الصالون الوطني الرابع للرخام أنّ منطقة فلفلة تزخر بعديد أنواع المرمر ذي النوعية الجيدة، على غرار الرخام الأبيض والرمادي المعروفين على مستوى البحر الأبيض المتوسط وحتى العالمي. وذكر المتحدث أنّ رخام فلفلة هو “كنز” ويعتبر الأفضل عالميا، وهو أحسن من رخام إيطاليا وتركيا، مؤكدا أنّ دراسات عديدة أثبتت أنّ رخام منطقة فلفلة كان يكثر عليه الطلب، خلال الحقبة الرومانية، نظرا لخصائصه المتميزة في مجال النحت. وأضاف أنّ مناجم الرخام بهذه المنطقة استعملت من طرف الإمبراطورية الرومانية لتزيين قصورها. وتقارب الطاقة الإنتاجية الحقيقة لمقلع فلفلة “الهائلة” 70 بالمائة من احتياطي الإنتاج الوطني، حسب نفس المصدر الذي أضاف أنّ “جل المدن الجزائرية تتزود منه”. كما أنّ رخامه “استعمل لبناء عدة مرافق عمومية عبر الوطن”. ويتوفر منجم فلفلة للرخام على احتياطي حددت مدته بحوالي 110 سنوات، حسب ما علم من منظمي هذه التظاهرة. ومن جهته تناول السيد “عبد العزيز صبوع” رئيس مصلحة لدى غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية سكيكدة نظام الإنتاج المحلي للرخام، حيث أكد أنّ نظام الإنتاج المحلي خاص بالتطور الاقتصادي المستدام وهو نمط تنظيمي “فعال وناجح” للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة و”ينظم التعاون والتكامل بين المتعاملين من نفس النشاط، كما يلعب دور المتحدث الرسمي مع السلطات المحلية”. وأضاف أنّ هذا النظام يقدم “مزايا” عديدة للحرفيين أهمها المنافسة الميدانية وتحسين القدرات الاقتصادية وتنشيط عملية الاتصال بين المقاولين وتسهيل الشراكة بين المتعاملين العموميين والخواص، بالإضافة إلى إنشاء شبكات تضامن وتعاون بين المتعاملين والربط بين الغرف والحرفيين والمؤسسات العامة والخاصة. وذكر نفس المتحدث أنّ حرفيي الرخام الذين يفوق عددهم ال260 حرفيا، عبر ولاية سكيكدة، سيستفيدون من مختلف برامج التكوين التي يعرضها عليهم هذا النظام، منها زيارة مقالع للرخام عبر العالم.