قامت مؤخرا وزارة الثقافة، بتخصيص مبلغ مالي يقدر بمليار دج لإعادة تهيئة وتثمين موقعين أثريين مهمين بسكيكدة يعودان للحقبة الرومانية، وحسب الآنسة جقريف غنية رئيسة مصلحة حماية التراث بمديرية الثقافة لولاية سكيكدة. الموقع الأول يخص المدينة الرومانية العتيقة أو كما تعرف ''بقلعة القلة'' الواقعة ببلدية أولاد أحبابة، والمتربعة على مساحة إجمالية تقدر ب09 هكتارات و65 آرا. أما الموقع الثاني فيخص موقع ''بارسيانيس'' أو كما يعرف ''بالآثار الرومانية المقدسة''، المتواجدة بمحاذاة شاطئ قرباز ببلدية فلفلة في الجهة الشرقية من مدينة سكيكدة على بعد مسافة تقدر ب53 كلم. وحسب نفس المصدر، فإن هذا الموقع الذي يعود الى الفترة الرومانية حسب قطعة فسيفساء ذات أشكال هندسية وألوان مختلفة، تم العثور عليها بنفس المكان ويتشكل من مجموعة من الحجارة المنحوتة والمتناثرة على مساحة تقدر ب08 هكتارات، مع وجود بناية رومانية متهدمة وآثار واضحة للجدران والحجارة المنحوتة، الى جانب قطعة الفسيفساء وبعض قطع فخارية، وكذا جزء لعمود من الرخام قد يكون معبدا رومانيا داخل تجمعات عمرانية قديمة في شمال افريقيا على التماس مباشر مع شاطئ البحر. وهذا في انتظار الحصول على دعم مالي آخر لإعادة تثمين كل المواقع الأثرية المتواجدة بولاية سكيكدة، منها خزانات سطورة الرومانية الثلاثة، التي تعد من بين أهم المعالم الأثرية التي تزخر بها الولاية ومنطقة المغرب العربي، وهي عبارة عن مواضع لتخزين المياه تم انجازها خلال الفترة الرومانية، مباشرة بعد استقرار الرومان بسكيكدة حوالي 44 ق. م. وحسب المصادر التاريخية، يوجد بسكيكدة 19 خزانا رومانيا منها ثلاثة خزانات كبيرة بسطورة، و08 آبار رومانية أخرى بالجهة العلوية لسطورة و07 آبار رومانية تقع بمرتفعات مدينة سكيكدة، بينما يتواجد بمنطقة عين الرومان بفلفلة، خزان روماني واحد وحسب مسؤولة حفظ التراث بمديرية الثقافة للولاية، فإن تلك الخزانات التي أقامها الرومان لتجميع مياه الأمطار لها قيمة أثرية وأهمية تاريخية لا يمكن تجاهلها على الإطلاق، بالخصوص وأنها لا تتواجد إلا بولايتين وهما سكيكدة وبجاية، وكذا الموقع الأثري لعين أغراب الواقع ببلدية رمضان ج. جمال بالضبط بالمكان المسمى ''مزرعة بوسكين'' في الجهة الشرقية من البلدية، والذي هو عبارة عن موقع أثري قديم وجدت به حجارة منحوتة ومعاصر رومانية للزيتون وغرف تحت الأرض منفتحة عن بعضها البعض.