اختتمت أول أمس ندوات المعرض الوطني للكتاب المندرج في إطار فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، بندوة ثقافية حول واقع الكتاب بالجزائر خلال السنوات الأخيرة، دعا فيها المشاركون إلى ضرورة بعث صناعة الكتاب والثقافة ومسايرة جهود الوصاية في دعم مجال النشر. أكد المشاركون في الندوة؛ أن الكتاب بالجزائر يعيش تحديات كبيرة، مع التنويه إلى أن السلطات العمومية بالبلاد أضحت تولي عناية كبيرة للكتاب والقراءة وبعث سوقه من جديد عن طريق مختلف أشكال الدعم، حيث أوضح نائب مدير دائرة الكتاب بوزارة الثقافة “ياسر عرفات قانة”، أن وزارة الثقافة وبالتنسيق مع العديد من الجهات المعنية قد أولت عناية كبيرة لنشر ثقافة القراءة والكتاب ودعمهما عن طريق العديد من الإجراءات، كالقرار الوزاري المشترك بين وزارتي الثقافة والتربية الوطنية والذي يهدف إلى توفير 04 كتب سنويا لكل تلميذ عبر مختلف المؤسسات التربوية وطنيا والمفترض أن يدخل حيز التنفيذ العام الدراسي المقبل، بالإضافة إلى تخفيض الضريبة على الكتاب إلى صفر بالمائة، ناهيك عن تجارب طبع أزيد من ألف ومائتي كتاب في إطار الاحتفاء بتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية وهذا في مختلف الفنون والمجالات وحتى الترجمة التي كانت تعتبر تجربة نوعية ورائدة في نظر “قانة”؛ مشددا على أنها قد مكنت من اكتشاف عديد المواهب خاصة في مجال الترجمة إلى العربية، وفي السياق ذاته تطرق المتحدث إلى واقع المكتبات العمومية المزري خاصة ، مشيرا إلى أن بعضها يعد تركة استعمارية، موضّحا أنّ المكتبات المعنية ببيع الكتب لا تعتبر قوية الحضور. ومن جانبه أفاد الكاتب والإعلامي العضو السابق في لجنة قراءة الكتاب بوزارة الثقافة خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية “فرحات جلال” في مداخلته؛ أن إشكالات صناعة الكتاب في الجزائر تنطلق في الأساس من دور النشر في العموم، التي لا تملك تقنيات طبعه من ناحية الشكل، ويمتد الأمر حتى الموزعين، هذا ما دعا وزارة الثقافة إلى خلق مؤسسات لجمع الكتاب وتوزيعه والربط بين مختلف شبكات التوزيع لخلق التكامل بينهم. مؤكدا أن هناك مؤلفين وكتابا وروائيين وجامعيين في الجزائر لم يجدوا من يرعاهم من دور النشر. ليوضح مدير الثقافة بولاية تلمسان “حكيم ميلود” أن مشكلة الكتاب والقراءة والنشر من أكبر المشاكل المطروحة في المشهد الثقافي الجزائري، معلنا أن طرحه دليل على عناية الدولة بكل ما له علاقة بالمعرفة والثقافة، كما أن النخب عليها أن تسهم في إيجاد الحلول الناجعة والمساهمة في تجسيدها خاصة في ظل النوايا الحسنة المتوفرة، يقول مدير الثقافة؛ الذي تطرق أيضا إلى ضرورة انخراط أصحاب الأموال الخاصة في صناعة الثقافة، والابتعاد عن اقتصاد الريع والتطفل.