أكد وزير الموارد المائية «عبد المالك سلال» أن منسوب سد بني هارون (ميلة)، بلغ «ذروة تاريخية» لم يحقق مثلها منذ تشغيله، بواحد مليار متر مكعب إثر تساقط كميات معتبرة من الأمطار والثلوج خلال الأيام الأخيرة. وأوضح «سلال»، على هامش أشغال اللجنة المختلطة للتعاون الجزائري-الصربي، أن مستوى امتلاء سد بني هارون «تاريخي ولم نكن ننتظره»، وأضاف أن الطاقة النظرية لهذا السد هي 960 مليون متر مكعب لكن تساقط كميات معتبرة من الثلوج والأمطار خلال الفترة الأخيرة لاسيما على مناطق شرق البلاد ملأت السد فوق طاقته بحيث بلغ العتبة التاريخية لواحد مليار متر مكعب. وبشأن تدفق مياه السد في الأحواض المنحدرة المجاورة أكد الوزير أن «ذلك عادي» داعيا سكان المناطق المجاورة إلى اتخاذ الاحتياطات الأمنية الاعتيادية لاسيما الابتعاد عن حافة السد، وكان سد بني هارون في نهاية جانفي 2012 ممتلئ بنسبة 95 بالمائة، في حين كانت نسبة امتلاء السدود ال65 المستغلة عبر التراب الوطني 65 بالمائة من بينها 18 سدا ممتلئ بنسبة 100 المائة. وكان مدير سد بني هارون «عز الدين مانع» قد أكد الأسبوع الماضي أن السد ممتلئ بنسبة 99 بالمائة، وهو يخزن حاليا قرابة مليار متر مكعب من المياه، ولم يتبق من علوه سوى متر واحد ومرشح لأن يمتلئ عن آخره، وقال ذات المتحدث أنه لأول مرة منذ تدشين السد سنة 2004 سيتم تشغيل «مفرغ الفيضانات» وهو الجهاز التقني الذي يمكن من تفريغ السد عند الامتلاء للحيلولة دون فيضانه، وحذّر المتحدث سكان نحو 5 بلديات بولايتي ميلة وجيجل وهي القرارم، بني هارن بولاية ميلة والميلية وبلغيموز، وبايسي وسيدي عبد العزيز ومناطق أخرى بتراب ولاية جيجل. وأوضح مدير سد بني هارون أن جهاز مفرغ الفيضانات الذي سيتم تجريبه خلال أيام قليلة موثوق في ردة فعله إلا أن احتياطات الأمن تستوجب الحيطة والحذر، وعلى سكان البلديات التي تقع على ضفاف مصبات السد نحو المحيط المتوسط ولاسيما الوادي الكبير أن يتجنبوا التواجد في المساحة الشاسعة التي يشملها تدفق السد، مضيفا أن المياه المتدفقة من السد عند تفريغ فائضه ستنطلق بسرعة فاقة وستكون مباغتة وتشكل خطرا يجب الاحتراز منه.