رحلت وردة الجزائرية.. فجأة هكذا.. ذات رغبة ملحة في «العودة فورا إلى الجزائر».. ليحقق هذا الحنين الجارف مبتغاه أمس.. في مربع الشهداء بالعالية.. تخلد الأميرة للراحة الأبدية وابتسامة الهدوء تجعل لآخر ما سمعناه من تغريداتها “مازال واقفين”.. دستورا لا يصنع تفاصيله المجيدة إلا الجزائريون.. بانوراما حزن/ مراسيم الدفن تبكي الفقيدة الراحلة في سجل تعازي المواطنين الذي تم فتحه بقاعتي الموقار والأطلس بالعاصمة ترحما على روح الفنانة الراحلة وردة ؛ دوّن المحبون آخر دموع الأسى وأكدوا جميعهم أن وردة ستبقى في شغاف القلب تحرس الذوق من تطفل الرداءة.. وفي الموكب الجنائزي ظهر أمس؛ كان الفن أول من أسمع آهات الأسى.. بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وعدد من الوزراء وعدد كبير من الفنانين الذين كانت لهم الراحلة أستاذة ومنهلا عذبا نهلوا منه كيف يكون الفن أصيلا وقريبا من القلب.. تعالت زغاريد المحبين الذين حضروا وغص بهم المكان بمقبرة العاليا بالعاصمة، جموع غفيرة ومهيبة .. حشرجات بكاء تعلو وتخفت.. تكبيرات.. نظرات باهتة .. ملامح شاحبة.. كانت أهم ما ميّز مراسيم دفن أميرة الطرب وردة.. وكان الجميع يكاد لا يصدق .. فجأة وردة تعود للجزائر ولن تغادرها أبدا.. فلتسق دماء الشهيد نضارة تلك الوردة .. كرونولوجيا الفاجعة: -الفنانة وردة الجزائرية في ذمّة الله؛ إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 73 سنة (ولدت في 1939) . -صلاة الجنازة على جثمان وردة الجزائرية بمسجد صلاح الدين قرب مكان إقامتها بالقاهرة بحضور جمع غفير من الفنانين وأصدقاء الفقيدة وأفراد الجالية الجزائرية المقيمة بمصر قبل أن ينقل الجثمان إلى مطار القاهرة غادرت الطائرة المقلة لجثمان الفقيدة وردة الجزائرية مطار القاهرة على الساعة الثالثة وعشر دقائق بعد ظهر الجمعة بتوقيت القاهرة (14.10 بتوقيت الجزائر) في اتجاه الجزائر. -وصل جثمان الفقيدة؛ الجمعة؛ على الساعة التاسعة والنصف (21:30 سا) مساء بالتوقيت المحلي إلى مطار الجزائر العاصمة على متن طائرة خاصة قادمة من العاصمة المصرية. و كان حاضرا بالمطار الدولي هواري بومدين كل من وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي ووزيري الثقافة و الاتصال على التوالي خليدة تومي و ناصر مهل. -أقيم آخر تكريم للراحلة صباح أمس السبت بمنزلها بالعاصمة (فيلا 250 نادي الصنوبر) عرض جثمان أميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية بقصر الثقافة مفدي زكرياء على الحادية عشرة ليوارى الثرى على الساعة الواحدة زوالا بمقبرة العاليا. ما أفسدته الكرة.. يصلحه الفن الوسط المصري يقاسم الجزائريين مأساة الفقد أحدثت وفاة الفقيدة بسكتة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 73 سنة صدمة في الأوساط الفنية والإعلامية في مصر و التي نعت الشعبين الجزائري والمصري بفقدان هذا الصرح الفني الشامخ واعتبرته خسارة كبيرة للفن في الوطن العربي. وكان وزير الثقافة المصري محمد صابر قد أكد أن الفنانة وردة “جزء من مصر” منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومن الجيل الذي أحدث “نقلة كبيرة” في وجداننا العربي ولعبت دورا كبيرا في حياتها وجسدت العلاقة بين مصر والجزائر مقدما خالص تعازيه للشعب المصري والجزائري في رحيل الفنانة الكبيرة. كما نعى حزب “المصريين الأحرار” في بيان له صباح اليوم الجمعة الشعبين الجزائري والمصري في رحيل الفنانة وردة مؤكدا أنها قدمت طوال مشوارها الفني “أعظم نموذج” للفنان العربي الملتزم بقضايا وطنه وضربت “أروع مثال” في احترام الفن الراقي الذي أمتع الملايين وساهم في رفع الذوق والوعي وكل القيم والمشاعر النبيلة. ومن المقرر أن تقيم نقابة الموسقيين المصرية وإفراد من أسرة وردة الجزائرية وعدد من الفنانين عزاء للفقيدة يوم الجمعة المقبل في جامع الحامدية الشاذلية. . ولهم في فقد عبيرك يا «وردة» ما يقولون: خليدة تومي ووزير الثقافة المصري نوهت وزيرة الثقافة خليدة تومي بسليلة “الأسرة الثورية” وردة رمز النضال الثوري التي مافتئت تسهم في بناء وطنها منذ استقلاله. و في مصر بلدها الثاني استقبل نبأ وفاة الفنانة القديرة وردة الجزائرية بحزن شديد و تأثر كبير. و أعرب وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب عن بالغ حزنه لرحيل الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية التي كانت “جزء من مصر و من الجيل الذي أحدث نقلة كبيرة في وجداننا العربي ولعبت دورا كبير في توطيد العلاقة بين مصر و الجزائر”. وزير الاتصال ناصر مهل وجه وزير الاتصال ناصر مهل بعد برقية تعزية لأسرة وردة الجزائرية و إلى عالم الفن و الثقافة إثر وفاة المطربة الجزائرية الخميس الماضي. و قد أبى مهل إلا أن يشيد بمناقب أميرة “الطرب العربي” و مشاركة عائلتها مصابها الجلل معربا عن تأثره العميق قائلا “بأن عالم الثقافة الجزائرية و الثقافة العربية قد فقدا برحيل وردة الجزائرية صوتا ذهبيا و فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معاني”. كما كتب وزير الاتصال بأن وردة الجزائرية “قد جسدت لعديد الأجيال التفاني و العطاء جاعلة موهبتها الفريدة في خدمة بلادها”. وحيا في هذا الخصوص “الالتزام الوطني” لشحرورة الطرب العربي من خلال أغانيها وحضورها في مختلف المناسبات والأعياد الوطنية. وتابع مهل يقول “اليوم وقد رحلت فإنها تركت ذكرى ارتباط عميق بالعلم والنشيد الوطنيين اللذين رسخا في صور وصوت إبداعاتها التي لا تحصى في شتى مسارح العالم”. الملحن محمد بوليفة محمد بوليفة أن الفقيدة وردة تعد بمثابة “رمز وطني” مؤكدا أن رحيل هذا الهرم في الفن العربي يعد “خسارة فادحة” لعالم الفن. وأضاف يقول إن “هذه العظيمة ستظل إلى الأبد في قلوبنا. فلم يغادرنا إلا جسدها لكن صورتها و صوتها و روائعها ستمتعنا إلى الأبد”. كما أشار هذا الفنان الذي ألف لحن “بلادي احبك” للشاعر مفدي زكريا سنة 1995 إلى أن الجيل الشاب من المغنين ذوي المواهب الواعدة ينبغي أن يتخذوا من مشوارها الفني قدوة يستلهمون منه إذا أرادوا فعلا النجاح في عالم الأغنية. في ذات السياق أبرز بوليفة أنه “علاوة على موهبتها الفنية الفريدة كانت وردة الجزائرية سيدة مرهفة الأحاسيس و ذات عطاء كبير”. المطربة فلة الجزائرية من جانبها أعربت المطربة فلة الجزائرية عن حزنها الكبير ‘لفقدان إحدى رموز الأغنية العربية”. وأضافت الفنانة تقول “لقد اخذ منا الموت أجمل أزهارنا. إنني حزينة جدا. إنها هي التي حببت إلي الأغنية الشرقية. لقد كانت وردة تتمتّع بصوت جميل و حضور قوي على الخشبة لقد كانت باختصار أسطورة” وكانت فلة قد أدت بعض أغاني الراحلة في مختلف الحفلات والحصص التلفزيونية في بلاد المشرق. وخلصت إلى القول “بان وردة كانت مدرسة في الأغنية وقد فارقتنا تاركة وراءها كنزا فنيا خالدا”. مدير الجوق الوطني «عبد القادر بوعزارة» أما مدير الجوق السنفوني الوطني عبد القادر بوعزارة فقد أعرب من جانبه عن حزنه الكبير لرحيل وردة سيما عشية الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر. وأضاف بوعزارة “إنني متأثر جدا لرحيل هذه العظيمة التي استطاعت تبوء مكانة كبيرة وسط عمالقة الأغنية العربية وقد أثبتت موهبتها الفنية إلى آخر رمق. كادير الجابوني في مراسلة إعلامية خاصة؛ المكتب الإعلامي لكادير الجابوني يعزي الشعب الجزائري في هذا المصاب الأليم: “ببالغ الحزن والأسى وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة الراحلة أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، وأمام هذا المصاب الجلل يتقدم الفنان كادير الجابوني باسمه الخاص ونيابة عن كل فناني الجزائر والأسرة الفنية بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة راجين من الله عز وجل أن يتغمّد روح الفقيدة برحمته الواسعة وأن يسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.. المطربة زكية قارة تركي أما مطربة الأغنية الأندلسية زكية قارة تركي فإنها ترى “وردة سيدة عظيمة تركت فراغا كبيرا في عالم الأغنية العربية” وبعد أن اعتبرت وفاة الفنانة “خسارة للجزائر” قالت بأن أميرة الطرب العربي تركت لنا بحرا من الأغاني الخالدة لن ننساها ابد” فؤاد وامان كما حيا الفنان فؤاد وامان موهبة وردة و حبها لوطنها الجزائر” معتبرا أن هذه الفنانة القديرة تمثل بالنسبة له “مدرسة” لأجيال كاملة من المغنيين”. “لقد أطربتني أغانيها منذ الصغر. وردة لن تنسينا روعتك أية مطربة أخرى” .. الفن المشرقي يبكي خسارته حينما غنت وردة باللهجة المشرقية وصنعت الطرب فينا وفي المشارقة؛ كانت جسرا تواصليا بإحساس عال وفنية راقية واليوم يبكيها هذا التواصل الذي فقد.. فجأة أنسه الزاهي: هاني شاكر عبر الفنان هاني شاكر عن حزنه الشديد لرحيل الفنانة القديرة وردة قائلا “رحيل وردة خسارة كبيرة للفن لأنها صاحبة إمكانيات صوتية لن يعوضها أحد من المتواجدين على الساحة”. أحمد السماحي وقال الناقد الموسيقي أحمد السماحي إن “رحيل الفنانة الجزائرية وردة خسارة كبيرة للفن العربي والمصري لأنها قدمت الكثير من الأعمال على المستوى العربي والعالمي كما تعاملت مع عمالقة الفن من ملحنين ومؤلفين”. محمد ثروت “وردة تعتبر من جيل الرواد واستطاعت من خلال مشوار فني طويل ومختلف ومتعدد أن ترسي أعمالا في حياة المستمعين تبقى بعد رحيلها”. وأضاف أن صوت وردة تعامل مع كل العمالقة بدءا من رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي -زوجها السابق- الذي أبدعت معه أعمالا خالدة واستطاعت أن تكون شخصية مستقلة في الغناء وأن تثبت نفسها في زمن العمالقة”. رئيسة دار الأوبرا المصرية من جهتها قالت رئيسة دار الأوبرا المصرية إيناس عبد الدايم أن وفاة وردة “خسارة فادحة فهي قامة فنية عربية” وتابعت “.. ربما تكون رحلت عن عالمنا لكنها بأعمالها ستظل خالدة إلى الأبد”. الصحافة العربية تشيد بمسيرة «وردة و الزمن الجميل» أشادت الصحافة في البلدان العربية بالمسيرة الفنية الحافلة لفقيدة الطرب العربي وردة الجزائرية واصفة رحيلها ب “الخسارة الكبيرة للفن في الوطن العربي“.. جريدة “الرأي” الأردنية عادت إلى نشأة الراحلة بباريس قائلة أنها عرفت بجمال صوتها منذ صغرها وأنها تعاملت في أغانيها مع كبارالملحنين ومنهم عبد الوهاب ورياض السنباطي وصلاح الشرنوبي. ونوهت صحيفة “الوطن” الليبية بالتاريخ الحافل للفنانة في الطرب والتمثيل مذكرة بآخرما قدمته “مازلنا واقفين” الكليب الغنائي الذي أدته احتفالا بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. وأبرزت صحيفة “الإمارات اليوم” مسيرة الفنانة الجزائرية وما قدمته للفن المصري حيث قضت “حوالي الخمسين عاما في رحاب الفن المصري غناء وتمثيلا”. وذكرت الجريدة بأهم أغاني وردة “بلاش تفارق” و”في يوم وليلة” و”أكذب عليك” و”بتونس بيك” و”لولا الملامة” و”العيون السود”. كما عددت الأفلام السينمائية الستة التي قامت ببطولتها وهي “أميرة العرب” (1963) و”حكايتي مع الزمان” و”صوت الحب” (1973) و”آه يا ليل يا زمن” (1977) و”ليه يا دنيا” (1994) بالإضافة لمسلسلين للتلفزيون هما “أوراق الورد” (1979) و”آن الأوان” (2007). ومن جهتها نوهت صحيفة “تشرين” السورية بالمسيرة الفنية لوردة منذ بداياتها الفنية الأولى بباريس موضحة أن ميلادها الفني الحقيقي كان بأغنية “أوقاتي بتحلو” التي لحنها لها سيد مكاوي وأدتها هي في 1979. وأما صحيفة “ايلاف” الإلكترونية الصادرة من لندن فقد ركزت بدورها على الحياة الطربية والسينمائية للراحلة مشيرة إلى ألبومها الأخير”اللي ضاع من عمري” وبنيتها في تقديم ديوهات مع عدد من الفنانين الشباب. .