أكدت الكاتبة المسرحية نجاة طيبوني ومديرة قسم البرمجة بالديوان الوطني للثّقافة والإعلام ل«الأيام» أنّ الحركة المسرحية حاليا في الجزائر تشهد إستفاقة ملموسة وقفزة نوعية من خلال الكم والكيف، قد نوهت بدعم الوزارة لإحداث نهضة ثقافية واسترجاع جمهور الفن الرابع ل الذي فقده في السنوات الأخيرة. وقد كشفت نجاة طيبوني في الندوة الصحفية التي جمعتها بالإعلاميين في فضاء “موعد مع الكلمة” الذي ينظمه كلّ أسبوع النادي الإعلامي والثقافي للديوان الوطني للثقافة و الإعلام بقاعة الأطلس أنّها تحضّر لمشروع جديد ستنهي فصوله بعد شهر رمضان، هذا النص الذي أعطته عنوانا مؤقتا “الشوافة” و سيجسده ركحيا كلّ من الممثلة فطومة بوعمراني و الممثل الفكاهي حميد عاشوري، وعبّرت في ذات السياق عن ميولها للرمزية في مجال الكتابة المسرحية، كما أنّها لديها هواية التمثيل لكنّها تفضّل التفرغ للكتابة لأنّها تستهويها أكثر و تحررها من نفسها و من مختلف القيود، و هي تسعى لجمع كتاباتها المسرحية في مؤلف يكون كإضافة للمتخصصين في مجال الفن الرابع، و تضيف ذات المتحدثة أنّها لا تجد حرجا في النقد بل على العكس تحبذ من ينقدها لتقدم الأفضل و الأحسن لكن شريطة أن يكون النقد بناءا و من أهل الاختصاص، و قد اعترفت بحكم تجربتها في الكتابة المسرحية أنّه يوجد نقص و شح في الأقلام المتخصصة في كتابة النصوص المسرحية لكن في الوقت ذاته النصوص موجودة بغزارة لأنّنا نكتنز موروثا ضخما و غنيا في شتى المجالات ما علينا إلاّ أن نبحث في تراثنا و نعيد إحياؤه بلمسة جديدة، فعبد القادر علولة و كاكي و عز الدين مجوبي و غيرهم تركوا لنا الكثير من النصوص الجميلة. وتجدر الإشارة أنّ المنتجة و السيناريست نجاة طيبوني كتبت عددا لا بأس به من النصوص من بينها “حضرية و الحواس” التي تحاكي بعض وقائع العشرية السوداء و “ليلة طلاق” التي كتبتها سنة 2002 و هي تتطرق لحقوق المرأة و واجباتها و “بلا زعاف” وغيرها من النصوص التي كتبتها، بالإضافة إلى مشاركتها في إنتاج عدة أعمال تلفزيونية ناجحة كفيلم “لحن الأمل” لجمال فزاز بالإضافة إلى خمسة أفلام بالأمازيغية. وقد صرحت نجاة طيبوني للأيام: “أنّها متفائلة بما يعرفه المسرح من طفرة نوعية خاصة فيما يخصّ الهياكل المنجزة حيث بعد الاستقلال كانت لدينا ستة مسارح و اليوم لدينا 15 مسرحا جهويا، بالإضافة إلى الإنتاج فقد كان في سنوات مضت قليلا جدا و الآن و بفضل دعم وزارة الثقافة و صندوق الدعم وصل الإنتاج إلى 40 مسرحية سنويا، و أعترف أنّه لولا دعم وزارة الثقافة ما كنت لأنجز مسرحية “وصية المرحوم” التي قدمها باديس فضلاء مؤخرا و جلنا بها عبر عدة ولايات من الوطن، بالإضافة إلى المسرحيات التي أنجزت في إطار التظاهرات الكبرى التي احتضنتها الجزائر كتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية و تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، بالإضافة أيضا إلى تنظيم 11 مهرجان سنوي خاص بالمسرح، ووجود أيام وطنية خاصة بالمسرح تفوق العشرين، كما أنّ الديوان الوطني للثقافة والإعلام يحوز على نادي خاص بالمسرح يعمل شهريا على تقديم على الأقل عرضين أو ثلاث عروض مسرحية كلّ شهر و هذا لإستقطاب محبي الفن الرابع، حقيقة المسرح فقد جمهوره مقارنة بالسبعينات و الثمانينات لكن لابد أن تتظافر جهودنا و نرفع التحدي لإخراج المواطن الجزائري من بيته و تحفيزه على حضور العروض المسرحية من خلال خلق مواعيد مسرحية دائمة لتعويده عليها، بالإضافة إلى عرض المسرحية بالقاعات لمدة شهر كامل و ليس ليوم واحد و هذا حتى يتسنى للجميع متابعتها، كما ينبغي على المؤسسات التربوية أن تربي الطفل على المسرح منذ صغرها من خلال إدراج المسرح كمادة أساسية و تفعيل المسرح المدرسي بإنشاء فرقة مسرحية على مستوى كل مدرسة لأنّ تطور المسرح يبدأ من البراءة” نسيمة. ش * شارك: * Email * Print