تأسّف الكاتب المسرحي وصاحب نص مسرحية ''ليلة الليالي'' للمسرح الجهوي لقسنطينة علاوة بوجادي لحجب لجنة تحكيم هذا المهرجان للجائزة الخاصة بالنصّ مؤكّدا أنّه على اللجنة تحمل مسؤولية قرارها هذا. وأكّد بوجادي ل''المساء'' أنّ مشكلة النصّ في المسرح الجزائري مفتعلة وقد بدأت منذ فترة ليست بالطويلة، عندما احتكر ممارسو المسرح كلّ فنياته من إخراج وكتابة وحتى تمثيل، متحجّجين بنقص الدعم المالي فقتلوا النص، وفي هذا السياق اقترح أن تنظّم مسابقات حول الكتابة المسرحية في المسارح الجزائرية، في حين رفض الكاتب الطريقة التي تقتبس بها الأعمال المسرحية، حيث قال ''تتم عملية اقتباس الأعمال المسرحية في الجزائر بجلب النصوص العالمية وإضفاء البهارات المحلية عليها والنتيجة كارثة حقيقية، بينما كان من الأجدر أن تؤخذ الأفكار من هذه النصوص وتحوّل إلى عمل إبداعي''. أما عن كتابته لنص مسرحية ''ليلة الليالي''، فقال علاوة أنّ هذا النصّ يمثّل مغامرة بالنسبة له ولمخرج العمل محمد الطيب دهيمي، مضيفا أنّ العديد من المخرجين رفضوا هذا النص بداع ''أخلاقي'' لأنّه تناول قضايا لا يتقبّلها المجتمع الجزائري وفي مقدمتها الخيانة الزوجية، وفي هذا يقول ''عندما يكون هناك مخرج مغامر يكون لدينا مسرح وعندما يكون هناك مخرج يفكّر كثيرا ويخلط الحسابات يكون لدينا سكاتش''. بالمقابل، أكّد صاحب نصوص ''الزنيقة''، ''ديوان العجب'' و''ليلة الليالي''، أنّ السياسة التي يعتمدها المهرجان الوطني للمسرح المحترف لن تؤدّي به إلى الطريق السليم، مضيفا أنّ مشاركة المسارح الجهوية بأعمال مسرحية كيفما كانت نوعيتها لن يرفع من مستوى التظاهرة وأكّد على ضرورة أن تنظّم تصفيات على مستوى المهرجانات الجهوية ومن ثمّ تشارك الفرق الفائزة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، ليتحوّل هذا الأخير إلى مرجع بدلا من كونه تجمّعا للأعمال المسرحية مثلما هو عليه الحال الآن. واعتبر بوجادي أنّ المهرجان الوطني للمسرح المحترف يجب أن يخرج من إطاره الاحتفالي وأن يكون فاعلا في تشجيع العمل المسرحي، مستطردا بقوله أنّ المهرجان لكي يلعب دوره الرئيسي عليه في الصدد نفسه أن يغيّر الكثير من قوانينه ومن بينها تقديم النصوص المسرحية للجنة التحكيم قبل عرضها على الركح وهذا حتى لا تقع اللجنة في الخطأ من خلال الحكم على النص عبر وجهة نظر المخرج وكذا اختيار أعضاء لجنة التحكيم، مِن من لهم علاقة مباشرة بالفن الرابع.