بكلّ ثقة حدثنا الفنان القدير وعرّاب الدراما الجزائرية محمد عجايمي في لقاء جمعنا به بمقر جمعية أضواء السينمائية، حيث أكد أنّه لو ابتكرت مرآة بحجم هذه البسيطة التي نعيش عليها لكانت هي السينما، ألم تكن آلة التصوير بالأمس بمثابة بندقية في يد أحمد راشدي، عمار العسكري، المرحوم شندرلي، محمد لخضر حمينة و غيرهم ممن استطاعوا بآلة التصوير التعريف بالثورة الجزائرية المقدسة، فالسينما بالفعل مرآة تعكس أفراحنا و أقراحنا، و كما أنّها نقلت ثورتنا للعالم فهي تنقل اليوم ما ننعم به من سلام و استقرار، و قد كان للسينما الجزائرية صدى كبير عقب الإستقلال أين عرفت أوجّ تألقها و نالت جوائز عالمية، و لو أكملنا على نفس النسق لكانت لدينا اليوم مدينة سينمائية بما فيها من تقنين و مخرجين و ممثلين و كذا قاعات سينمائية، لأنّ لدينا ذخيرة من الكفاءات البشرية في مجال السينما لا يستهان بها و حلي بنا أن نفتخر بها، كما أنّ السينما الجزائرية تناولت أفلام تاريخية “العفيون و العصا”، “معركة الجزائر”، “زهرة اللوتس”…إلخ، و عرّفت بالثورة الجزائرية التي كان وقودها الشباب الثائر التواق للحرية، و فقط أصحاب الألسنة غير الطيبة من تقول غير هذا، فللسينما دور بارز في التوعية الجماهيرية و لها رسائل سامية من الناحية الأخلاقية و السياسية و التاريخية و الثقافية. لكن مشكل السينما اليوم في المسؤولين حيث غالبا ما تسند المسؤولية لغير أهلها، و كذا افتقادنا لسياسة ثقافية تهتم بهذا الكوكتال الإبداعي، و ما زاد الطين بلة هو إقتحام الدخلاء لعالم السينما ممن لا علاقة لهم بالفن، حيث يوجد منتجين لا يتحكمون في أدنى المقاييس السينمائية و يفتقدون للخبرة و التكوين و الدراسة الأكاديمية، في الوقت ذاته ثمّن الفنان محمد عجايمي ما تقوم به وزيرة الثقافة من بوادر حسنة و خاصة فيما يخص التحضير للاحتفاء بخمسين سنة من الإستقلال، و تمنى فقط أن يكون 150 عمل سينمائي الذي استقبلته الوزارة في المستوى المطلوب من حيث المواضيع و النصوص، “نتمنى أن تكون مشرّفة لوجه الجزائر والسينما الجزائرية، و تساهم في إخراج السينما من نفقها المظلم لترى النور”، و لقد كان فناننا محمد عجايمي سفير فوق العادة للثقافة الجزائرية و قد مثّل الجزائر أحسن تمثيل في حلّه و ترحاله، سواء في سوريا، الكويت الإمارات، فرنسا، بلجيكا…إلخ، وقد قام بأدوار عديدة سواء على الركح أو السينما أو التلفزيون حيث أرجع متحدثنا الفضل في تألقه ونجاحه للمسرح الإذاعي الذي كان مدرسته الأولى و أعطاه 40 سنة من عمره و تفانيه، و قد شارك محمد عجايمي في ملحمات ثورية ك”ملحمة الجزائر الكبرى” و ملحمة “قال الشهيد”، و يطمح الممثل محمد عجايمي في ذات السياق بالظفر في يوم ما بدور البطولة يجسد حياة الشيخ بوزيان هذه الشخصية التي أبدى لنا محمد عجايمي مدى إعجابه بها حيث استشهد وهو يصلي وقاوم الاستعمار أشد مقاومة. * شارك: * Email * Print