احتفلت الجمعية الفنية السينمائية "أضواء" نهاية الأسبوع بذكرى تأسيسها العاشرة التي كانت مناسبة لتكريم اثنين ممن صنعوا مجد وتميز الفن السابع في الجزائر ثم رحلوا في صمت، يوسف صحراوي ورشيد مرابطين·
على أنغام "الزرنة" افتتحت جمعية "أضواء" حفلها التكريمي بقاعة سينما "الجزائرية" والذي كان فرصة للقاء الفنانين والمبدعين وعشاق الفن السابع وتخليدا لجهود هذه الجمعية التي نشأت في 1998 على إثر حل المؤسسات السينمائية العمومية، رئيسها المخرج عمار العسكري، ذكّر بالدور الكبير الذي لعبته "أضواء" في الحفاظ على التراث السينمائي الجزائري الذي تشتّت وتناثرت أجزائه بعد رفع الدولة يدها عن القطاع، داعيا في سياق متصل إلى ضرورة استعادة هذا الفن لمجده الضائع واستشهد بما وصلت إليه الشقيقتان تونس والمغرب في هذا المجال، ولم يحمّل مخرج "أبواب الصمت" وزارة الثقافة المسؤولية وحدها عن الوضع، داعيا كلّ الهيئات الرسمية والثقافية إلى أداء دورها للرقي بهذا القطاع، ولم يستثن العسكري المثقفين والفنانين الذين اعتلوا مناصب عليا في الدولة على غرار عضو مجلس الأمّة الفنانة دليلة حليلو التي حضرت الحفل· كما كانت المناسبة فرصة لعرض فيلم وثائقي قصير من 28 دقيقة للزميل نبيل حاجي والذي كان بمثابة بورتري مصوّر لمديري التصوير الراحلين يوسف صحراوي ورشيد مرابطين، جمع من خلاله المخرج شهادات حية عن مسيرة الرجلين وعطائهما غير المحدود وعملهما المتميّز خلف الكاميرا، والذي أثمر أعمالا رائعة على غرار "العفيون والعصا" لأحمد راشدي، "العودة" لبن أعمر بختي و"زهرة اللوتس" لعمار العسكري·· وغيرها كثير· ليروي كل من حاج رحيم، بن أعمر بختي، عمار العسكري، أحمد راشدي، سعيد حلمي·· بتحسّر كبير وإحساس شديد باليتم تلك الأيام والليالي الطويلة التي جمعتهم بالفنانين الراحلين اللذين أفنيا حياتهما من أجل تقديم الأفضل، لا لشيء إلاّ حبّا للفن وسعيا للعطاء، ليخلص الجميع إلى أنّ رحيل مرابطين وصحراوي خسارة كبيرة للسينما وللفن بشكل عام، رغم سعي كليهما لتلقين عصارة خبرتهما في مجال التصوير للكثير من الأجيال الذين تتلمذوا على اياديهما، لكن الحب والموهبة لا تلقنان· المناسبة شهدت أيضا عرضا لمونولوج أحمد حمدان وقراءات شعرية قدّمها الفنان محمد عجايمي الذي حيا ذكرى عيد النصر بقصيدة "الله يرحمك يا حبيبي يا بويا"، لتكرّم الجمعية في الأخير عائلتي كلّّ من مرابطين وصحراوي لتبقى ذكراهما وعطائهما الفني خالدا·