اعتبرت فرنسا أن قامت به القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي أمرا طبيعيا من منطلق أنها واجهت «موقفا لا يُحتمل»، حيث جاء على لسان وزير خارجيتها «لوران فابيوس» أن السلطات الجزائرية «كانت مضطرة للرد على الإرهابيين»، مستغربا في الوقت نفسه الجهات التي تنتقد طريقة تعامل الجزائر مع أزمة الرهائن في قاعدة «تيقنتورين». دافع وزير الخارجية الفرنسي، «لوران فابيوس»، أمس عن تعامل الجزائر مع أزمة الرهائن الذين احتجزتهم جماعة إرهابية في «عين أمناس»، مشيرا إلى أن عدد القتلى في الهجوم على محتجزي الرهائن كان «كبيرا جدا» لكن «السلطات الجزائرية واجهت موقفا لا يحتمل». وشدّد على أنه «على الكل أن يعرف أن هؤلاء الإرهابيين الذين هاجموا محطة الغاز هم قتلة يقومون بعمليات سلب ونهب واغتصاب وقتل. الموقف كان لا يحتمل». وأوضح الوزير «فابيوس» في مقابلة مع «راديو أوروبا 1» أنه «من السهل القول إنه كان يجب القيام بهذا أو ذاك. السلطات الجزائرية اتخذت قرارا وعدد القتلى مرتفع جدا لكني أشعر بقدر من الضيق.. حين يكون الانطباع هو أنه يجب مساءلة الجزائريين. كان عليهم أن يتعاملوا مع إرهابيين». وأكد أنه «يتقاسم» رؤية الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» الذي اعتبر في تصريحات له أمس الأول أن الجزائر كانت لديها «الردود الملائمة» لدى مواجهتها للجماعة الإرهابية التي هاجمت المنشأة الغازية ب «عين أمناس». وأضاف «لوران فابيوس» قائلا: «أنا أوافق تماما تحليل فرانسوا هولاند»، ليشير إلى أنه “يجب التذكر أن الإرهابيين الذين كانوا كثيرو العدد اقتحموا المنشأة الغازية وهم قتلة أرادوا السرقة والنهب والوضع كان غير مقبول ولا يجب التسامح في هذه الحالة»، وأرود بالمناسبة أنه «لا يجب التهاون مع الإرهاب والجزائريون يدركون تماما أن الإرهاب كله شر». وسبق تصريحات «فابيوس» الموقف الذي أبداه الرئيس الفرنسي مساء السبت عندما تطرق إلى مسألة احتجاز الرهائن في الجزائر قائلا بأن هذا الاعتداء هو «حجة إضافية» تبرر التدخل العسكري في مالي، وتابع «هولاند»: «ما اعرفه أن هناك رهائن قتلوا واغتيلوا بطريقة جبانة، وهنا أيضا إذا كانت هناك حاجة لتبرير تحركنا ضد الإرهاب فهذه هي حجة إضافية»، وبرأيه فإن «الجزائر تصرفت في أزمة الرهائن بالشكل الأكثر ملاءمة».