يتوجه اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى مالي مرفوقا بثلاثة وزراء حسب ما أعلنه أمس بيان لقصر الاليزي، وأوضح البيان أن الوزراء الذين سيرافقون الرئيس الفرنسي والقائد العام للقوات الفرنسية إلى مالي هم كل من وزير الشؤون الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع جان ايف لودريان وكذا الوزير المكلف بالتنمية باسكال كوفان. ومن المقرر، أن يلتقي هولاند اليوم بالرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري، ويتوقع أن يتوجه هولاند بعدها إلى تومبوكتو التي سيطرت عليها القوات الفرنسية والمالية مؤخرا بعد أن كانت بأيدي الجماعات الإرهابية، وتأتي زيارة هولاند بعد إعلان السلطات الفرنسية السيطرة على مدينة كيدال في شمال مالي في ظل استمرار الحملة العسكرية الفرنسية الهادفة إلى طرد الجماعات المسلحة التي كانت تسيطر على شمال مالي، في سياق متصل، ذكر وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لو دريان بأن التدخل العسكري في مالي كلف بلاده حتى الآن ما قيمته 50 مليون يورو (67.82 مليون دولار أمريكي)، ونقل راديو فرنسا الدولي عن الوزير تصريحه أن “ثلاثة أسابيع من الالتزامات العسكرية في مالي تكلف الحكومة الكثير ومعظمها يتعلق بالمسائل اللوجستية”. وأشار لو دريان إلى أن السلطات الفرنسية “تخصص في كل عام ميزانية للعمليات الخارجية قدرها 630 مليون يورو تتيح للقوات الفرنسية الالتزام بمثل هذه الظروف”، وبعد إعادة السيطرة على بلدتي، غاو وتمبوكتو من الجماعات الإرهابية في شمال مالي تمكنت القوات لفرنسية من السيطرة على مطار، كيدال، آخر بلدة يسيطر عليها المسلحون. وللإشارة فإن فرنسا قد نشرت ما يقرب من 4500 جندي في عملية برية وجوية تستغرق ثلاثة أسابيع لمساعدة القوات المالية على طرد المسلحين الذين يسيطرون على شمال البلاد منذ عشرة أشهر، بالموازاة مع ذلك أكدت أمس الأول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” بأنه سيتم نشر القوه الإفريقية “أفيسما” في مالي خلال الأيام القليلة المقبلة لمساعدة القوات المالية في استعادة الأمن في شمال البلاد. ونقلت مصادر إعلامية عن بيان رئيس مفوضية “إيكواس” كادري اوادراجو التي تتخذ من العاصمة النيجيرية أبوحا مقرا لها، أنه “أجرى مفاوضات مؤخرا في مقر “أفيسما” بمالي مع وزير الدفاع النيجيري وقائد “أفيسما” أبو بكر شيهو والمسؤولين في مالي لبحث الترتيبات الأخيرة لنشر القوات”، مضيفا أن “وفدا من أفيسما قام بزيارة إلى القاعدة العسكرية في مالي واجتمع مع قائد العمليات فيها للتنسيق حول جهود إحلال السلام والأمن في شمال مالي الذي يعاني من مشاكل أمنية منذ الانقلاب العسكري الذي شهته البلاد في مارس الماضي”. وكان رؤوساء أركان جيوش دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا “إيكواس” قد طالبو بتسريع نشر القوات الإفريقية المعروفة باسم “أفيسما” في مالي لمساعدتها على استعادة الأمن والديمقراطية حسب ما ذكر بيان للمجموعة يوم الاثنين الماضي، وانتشر الخميس الماضي نحو 160 جنديا من بوركينا فاسو في بلدة، ماركالا، وهي أول قوات من دول المجموعة الاقتصادية لدول “ايكواس” التي تنضم إلى قوات فرنسا ومالي.