كسرت أفلام «جوراسيك بارك» قاعدة تعتمد عليها السينما، وهي إبراز العنصر البشري في تجسيد الشخصيات، فطالما كانت تلك الأفلام عن الديناصورات وليس البشر، والناس تذهب لتشاهد الديناصورات وليس بالضرورة أبطال الفيلم، ولعل ما يثبت ذلك أن الملصق الرسمي للفيلم عليه صورة ديناصور فقط دون صور لممثلي الفيلم. فالديناصور هنا ليس بطل الفيلم فحسب بل هو العنصر التسويقي أيضاً. الفيلم الجديد وهو الرابع في السلسلة عزز هذا التوجه فاستدعى شخصيات الديناصورات من الجزء الأول ولم يستدع أياً من أبطال الجزء الأول من الممثلين ولا حتى لمشهد واحد، بل جدد العناصر البشرية كلها باستثناء شخصية الدكتور هنري وو، ليطلق الفيلم هوس الديناصورات عالمياً. «جوراسيك وورلد» هو الفيلم الأفضل من بعد «جوراسيك بارك» الأول، وهو عن جزيرة استوائية معزولة خيالية تسمى (اسلا نوبلار) بالقرب من شواطئ كوستاريكا في أميركا الوسطى تحوي في داخلها حديقة ضخمة للديناصورات المستنسخة جينياً في مختبرات متطورة. مديرة الحديقة هي كلير (برايس دالاس هوارد) والتي تستضيف ابني شقيقتها في زيارة لم تكتمل عندما أفلت أحد الديناصورات من قفصه ففتحت أبواب الجحيم على موظفي الحديقة وزوارها وبدأت معركة السيطرة على الوحش الهارب.
إسقاطات
الفيلم ليس سطحياً كما يتخيل البعض قبل مشاهدته، بل له إسقاطات سياسية وعسكرية على الشركات المصنعة للسلاح والتي يمثلها في الفيلم هوسكنز (فنسنت داونوفريو) الطامح إلى استغلال الديناصورات كسلاح عسكري وهي الفكرة نفسها التي طرحت في فيلم «إليانز». والقصة عادية جداً ولا شيء مميزا والشخصيات كلها ذات بعدين، لكن الفيلم سيكون منصة لإعادة إطلاق نجومية برايس دالاس هوارد ابنة المخرج رون هوارد. روعة وإتقان
الفيلم مدعوم بمؤثرات خاصة غاية في الروعة والإتقان تجعل المشاهد يصدق بأن ما يراه حقيقي، بل ولا تستغربوا لو شكك البعض في حقيقة انقراض الديناصورات. استخدام مخرج الفيلم روبوتات ألبسها هياكل ديناصورات وأدخلها في المشاهد الحية مع الممثلين كان خطوة حكيمة لكي يضمن مصداقية أداء الممثلين، ثم بعد ذلك أدخل التحسينات على أشكال الروبوتات عن طريق الصور المصنعة بالكمبيوتر في مرحلة ما بعد التصوير. ليتلافى الخطأ الذي حصل في أحد أفلام «ترانزفورمرز» أو المتحولون عندما طلب المخرج من الممثلين بأن يتظاهروا بأنهم يرون وحوشاً قادمة نحوهم بينما يصنعها بالكمبيوتر لاحقاً ويدخلها في المشاهد. في تلك الحالة أصيب الممثلون بالحيرة لأنهم لم يعرفوا أين ينظرون أو من أي اتجاه بالضبط سيظهر الوحش. المخرج كولينز تريفورو قام بعمل ممتاز في خلق توازن بين مشاهد الشخصيات البشرية والديناصورات فأعطى الجانبين وقتاً كافياً في الفيلم ليتطورا للدرجة المطلوبة. مشاهد المعارك بين العناصر البشرية والديناصور الهارب لم تكن منطقية إذ يصعب على العقل البشري تصديق أن ذلك الديناصور لا يتأثر بإطلاق النار عليه، فهذا مخلوق في نهاية الأمر حتى وإن كان مطورا جينيا وليس آلة حديدية. النهاية لم تكن مقنعة وإنما صنعت لاستعراض العضلات في التفنن بالمؤثرات الخاصة.
Share 0 a href="http://twitter.com/share?text="جوراسيك وورلد" يطلق هوس الديناصورات عالمياً&url=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com%2F%3Fp%3D6122" onclick="window.open(this.href, 'Post this On twitter', 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,width=600,height=455');"Tweet 0 Share 0 a href="#" onclick="javascript:window.open('http://www.linkedin.com/shareArticle?mini=true&url=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com%2F%3Fp%3D6122&title="جوراسيك وورلد" يطلق هوس الديناصورات عالمياً&source=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com', '', 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,height=455,width=600');return false;"Share 0 a href="http://pinterest.com/pin/create/bookmarklet/?media=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com%2Fwp-content%2Fuploads%2F2015%2F06%2F%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%83-%D9%88%D9%88%D8%B1%D9%84%D8%AF.jpg& url=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com%2F%3Fp%3D6122& is_video=false&description="جوراسيك وورلد" يطلق هوس الديناصورات عالمياً" onclick="javascript:window.open(this.href, '_blank', 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,height=455,width=600');return false;"Share 0