لطالما ألقت المناسبات والأعياد الدينية اليهودية بظلالها على المسجد الأقصى المبارك؛ ففي هذه الفترة من كل عام يزيد الاحتلال الإسرائيلي من خناقه على المسجد، ويتحكم ويمنع حركة الدخول اليه والخروج منه، فيما يسمح في الوقت نفسه لأعداد كبيرة من المستوطنين والجماعات اليهودية باقتحامه والصول فيه بحرية وتحت حراسة أمنية مشددة. أيام معدودة تفصل المسجد الأقصى عن فترة لطالما عادت بنتيجة وخيمة عليه وعلى المصلين فيه، غير أن موسم الأعياد اليهودية المرتقب سيأتي بوتيرة تصاعدية أكبر من تلك التي كانت في السابق، حيث قام الاحتلال وقبل شهر تقريبا بإغلاق المسجد الأقصى أمام النساء في الفترة الصباحية، وأعدّ قائمة بأسماء أكثر من 20 إمرأة أطلق عليها اسم القائمة السوداء، وأمر بمنعهن من دخول المسجد الأقصى كليا، بذريعة أنهن يُعقن اقتحامات المستوطنين؛ ولم يكتفِ الاحتلال بمنع وإبعاد النساء عن المسجد الأقصى، فكلما اقترب موسم الأعياد تصاعدت إجراءات الاحتلال، وتوسعت رقعة الاعتقالات والإبعادات والاستدعاءات للتحقيق؛ ففترة الأعياد التوراتية بالنسبة لنساء الأقصى أو ما اصطلح عليهن "المرابطات" هي فترة قلق وتوتر كون الخطر عليهن يتعاظم فيها، كما قالت المرابطة خديجة خويص أن "المرابطات يتوقعن زيادة في التشديدات والتضييقات الشرطية على المسجد الأقصى، بالإضافة لزيادة حملات الاعتقالات في صفوفهن"؛ وجددت خويص رفضها القاطع لسياسات الاحتلال واجراءاته التعسفية المتمثلة بسياسة المنع الفردي والجماعي للنساء، وأكدت على حضورهن يوميا إلى المسجد الأقصى حتى لو منعن من الدخول فهن لا يعترفن بالاحتلال ولا بأعياده. تنسيق لوقف الاعتداءات تشديدات الاحتلال على الأقصى والمصلين فيه دفعت دائرة الأوقاف الإسلامية للنظر لها بعين الخطورة والقلق، حيث قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أنهم يجرون حاليا سلسلة إتصالات مكثفة مع الجانب الأردني لوقف اعتداءات وانتهاكات الاحتلال والمستوطنين على الأقصى، وطالبوا بإنهاء إجراءات منع المسلمين من دخول المسجد، مشيرا إلى أن دائرة الأوقاف ستزيد من أعداد الحراس في فترة الأعياد اليهودية؛ وطالب الكسواني بتحرك عربي وإسلامي عالمي لوقف الإجراءات الاحتلالية، والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك كونه مسجدا إسلاميا للمسلمين فقط، ولا يحق لأي أحد أن ينازعهم عليه. يشار إلى أن ما يسمى منظمات الهيكل المزعوم تحشد منذ فترة طويلة شعبيا وإعلاميا لاقتحام المسجد الأقصى طوال فترة الأعياد اليهودية، وتحاول من خلال حملاتها الترويجية التحريض على المسلمين والمصلين في المسجد الأقصى، وشرعنة حق مزعوم لهم فيه. المصدر: وكالات Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0