قال «ابن كيسان» "الهمزة الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ، واللمزة الذي يكسر عينه على جليسه ويشير بعينه ورأسه وبحاجبيه"، والفرق بين السخرية والاستهزاء أن السخرية تكون بالفعل وبالقول، والهزء لا يكون إلا بالقول، والسخرية يسبقها عمل من أجله يسخر بصاحبه، أما الاستهزاء فلا يسبقه ذلك، فالهزء يكون بالقول المصحوب بسوء النية، وهو إظهار الجد وإخفاء الهزل فيه، والسخرية والهزء من المحرمات، قال «السفاريني» "تحرم السخرية والهزء لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم، ولنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك في مواضع عديدة". السخرية خُلق يلده العُجب السخرية لا تنبعث إلا من نفس ملوَّثة بجراثيم العُجْبِ والتكبُّر، فهي تعمل على إيذاء من حولها بدافع الشعور بالفوقية المتغلغلة في أعماقها المريضة، وقد استهان إبليس بآدم وسخر منه قائلا "أنا خير منه"، فباء بالخسارة والخذلان، ولو أنه أمعن النظر في صفات آدم لأدرك أنه يمتاز عليه بصفات كثيرة، إنه داء من أدواء الجاهلية يجب تجنبه والبعد عنه وخصوصا عند المشاحنة والخصومة، وهو من سمات الكفار والمنافقين، ومن شأنه أن يفكك عرى المجتمع ويكفي أنه مخالف لأمر الله عز وجل ومبعد من رضوانه سبحانه وتعالى.