(رأي الدين ) هذه الكلمة إن قصد قائلها مساواة ما يقوله الدين بما يقوله غيره فقائلها على خطر عظيم، إذ كيف يساوي ما جاء به الوحي بآراء البشر، وإن قيلت على اعتبار معرفة ما يقوله الدين على وجه الخصوص دون مقارنة أو معارضة، كأن يسأل سائل ما حكم الدين في كذا ؟ فهذه لا بأس بها، وإن كان الأولى أن يستخدم كلمة أخرى من حيث أن كلمة الرأي هي نتيجة عمل فكر ونظر، والدين وحي وليس فكراً، لكن لو قال ما رأي الفقهاء في كذا لكان قوله حسناً . ( شاءت الطبيعة ) إضافة المشيئة إلى الطبيعة ينم عن اعتقاد سيء، لعل مرده إلى مذهب تأليه الطبيعة أو عبادة الطبيعة الذي ذهب إليه بعض الغربيين هرباً من نير الكنيسة وتعنتها، وتأليه الطبيعة دين يقوم على العودة إلى القوانين الطبيعية وصياغة سلوك الإنسان وفق هذه القوانين، وهو مذهب وثني يعود بالناس إلى خرافات عبادة مظاهر القوة في الطبيعة كالرياح والشمس والهواء . ( شاءت حكمة الله ) الحكمة صفة إلهية، وإسناد المشيئة لها خطأ في التعبير، إذ الصحيح أن يقال: شاء الله بحكمته أن يكون كذا، لا أن تنسب المشيئة إلى الحكمة، وهكذا كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة، كقول بعضهم: شاء القدر . ( شكله غلط ) وهذا يطلقه البعض على سبيل المزاح والسخرية عندما يرى شخصاً لا يعجبه منظره، وهو لفظ منكر، قد يطلقه البعض ليسيء لأخيه، وقد يطلقه ويريد الاستهزاء بالخالق سبحانه، ففي الحالة الأولى: يكون حراماً وإساءة، وفي الحالة الثانية: يكون كفراً، قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }(الحجرات: 11 ) . ( عين الله الساهرة ) وهي لفظة يطلقها البعض ويريد بها معنى صحيحاً وهو أن الله حي لا ينام، يرقب الناس وأعمالهم لا تخفى عليه خافية، لكن الجملة قد توهم معنى لا يليق بالله سبحانه إذ قد يتبادر إلى ذهن سامعها أو قارئها أن الله لا ينام الليل فقط، وذلك لأن معنى السهر امتناع النوم ليلاً في حين أن الله لا ينام في ليل أو نهار مطلع على عباده، ويعلم ما يعلمون . ( تم تشييع فلان إلى مثواه الأخير ) وهذه يطلقها البعض ولا سيما أهل الإعلام عند ذكرهم موت شخص ودفنه، وهي كلمة تحمل دلالات منكرة، إذ قد توحي بإنكار البعث والجنة والنار والدار الآخرة، وقد يقصد قائلها مثواه الأخير أي: في هذه الدنيا، لأنه ينتقل بعدها إلى دار أخرى ، لكن هذا المعنى بعيد، فالتحرز عن هذه الكلمة واجب لما توحي به من معان خاطئة .