بدأت المجموعات الأولى من مشجعي المنتخب الوطني تجوب الشوارع الكبرى للقاهرة وهم يرتدون أقمصة المنتخب وقبعات بالألوان الوطنية وحاملين الإعلام الوطنية. وأعرب هؤلاء وأغلبهم قادمين من أوروبا وأمريكا أنهم أبوا ألا أن يحضروا إلى القاهرة لدعم وتشجيع الفريق الوطني الشاب الذي يستحق كل التشجيع لانتزاع تأشيرة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا. كما أبدى هؤلاء الشباب رغبتهم في مناصرة "الخضر" من خلال تشجيع مثالي وبروح رياضية عليا. وتواجد هؤلاء الأنصار الذين كانوا يأخذون صورا تذكارية على ضفاف النيل وقرب المتحف المصري استرعى فضول واهتمام المارة وركاب السيارات والحافلات، حيث كان بعضهم يلوح لهم بإشارة النصر لمنتخبهم. وتبقى مسألة التذاكر إحدى المشاكل المثارة بالنسبة إليهم حيث تجمع عدد من الأنصار والمقدر عددهم بحوالي 50 مناصرا صباح أول أمس أمام مقر السفارة الجزائرية في محاولة للاقتناء التذاكر المخصصة للجزائريين. إلا أن مصالح السفارة أكدت لهم أن التذاكر موجودة في الجزائر وما عليهم إلى التوجه إلى منافذ البيع في القاهرة والتي بدأت يوم أمس. وتساءل أحد المناصرين القادم من بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية عن الطريقة التي يمكن أن يحصل بها على التذاكر المخصصة للجزائريين في الوقت الذي أكدت مصالح السفارة أن التذاكر تم إرسالها للعاصمة. وقال شيخ يقارب السبعين سنة وجاء من إحدى ولايات الوطن: "إنني عازم على مشاهدة المقابلة في الملعب وتشجيع أبناء بلدي بأي ثمن كان حتى ولو كنت وحدي بين الجمهور المصري". وأعرب مغترب في بريطانيا الذي قطع كما قال آلاف الكيلومترات من أجل مناصرة المنتخب الوطني عن حيرته قائلا: "هل يمكن أن أكون متواجدا بالقاهرة ولا أتكمن من دخول الملعب لتشجيع الخضر، إن ما يحز في نفسي أنني تركت الأهل والعمل وما يترتب عن ذلك من متاعب فقط لمشاهدة المنتخب الوطني ودعمه للتأهل إلى المونديال". فالمتحدث الذي يزور مصر تساءل عن الكيفية التي تمكنه من تحقيق حلمه في مناصرة "الخضر" داخل ملعب القاهرة وليس عبر التلفزيون لأن ذلك كان ممكنا في بيته. حيث قال: "هل يمكن لي شراء تذكرة من منافذ البيع لدخول إلى الملعب على الرغم من أن بعض أصحاب منافذ البيع في مصر تطلب بطاقة التعريف". وكان «حسن صقر» رئيس المجلس القومي للرياضة بمصر، قد أكد في حديث أنه تم توفير 2000 تذكرة للمناصرين الجزائريين تلبية لطلب السفارة الجزائرية. وهي تذاكر لها لون وطابع خاص وأماكن خاصة. أما الباقي، فسيطرح في الأسواق المحلية المفتوحة. وفي حالة تمكن أنصار المنتخب الوطني من اقتناء عدد معين من التذاكر ستكون هناك اتصالات مع للتنسيق حول كيفية تخصيص أماكن لهم لتفادي الاحتكاك المباشر بين أنصار المنتخبين. وفي سياق متصل، وضع الاتحاد المصري لكرة القدم ترتيبات أمنية التي سوف تتبع قبل وخلال المباراة وبعدها. وأوضحت مصادر من الاتحاد المصري لكرة القدم أن باب الملعب سيفتح لأنصار "الخضر" ابتداء من الساعة الثالثة ظهرا. وطالب الاتحاد من مصالح السفارة الجزائريةبالقاهرة بإخطاره بموعد وطريقة وصول المناصرين الجزائريين. وقال المصدر ذاته أن الاتحاد خصص بوابة مؤمنة خاصة لأنصار المنتخب الوطني لدخول مدرجات الملعب من المدخل الغربي الواقع على شارع "الرشدان"، مشيرا إلى أن المدرجات تتوافر بها جميع الخدمات من الأكل والشرب ودورات المياه. كما أبرز المصدر أنه سوف لا يسمح بدخول أي أنواع تذاكر أخرى من مدخل جماهير الخضر ولا بدخول تذاكر من أي بوابة أخرى. وقد قامت عناصر من مصالح السفارة الجزائرية من القاهرة بزيارة المدرجات المخصصة للجزائريين وعاينتها عن كثب لمعرفة مدى ملائمتها لتأمين الأنصار.