أعادت إسرائيل ترتيب سلّم التهديدات والأخطار الماثلة أمامها، ورحّلت خطر تنظيم القاعدة إلى المرتبة الأخيرة، بينما حلّ تهديد حزب الله ثانياً، قبل التهديد السوري، وبعد إيران التي تبقى العدو الأول للدولة العبرية· ونقلت صحيفة ''معاريف'' أمس عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن ''عرضاً سريعاً لخريطة التهديدات الأمنية حيال إسرائيل، يُظهر مشهداً مهمّاً وربما مفاجئاً لقوس التهديدات، ففيما تستمر إيران في كونها العدو الأول للدولة العبرية، وهو واقع قائم لم يشهد تغييراً، يحتل حزب الله المرتبة الثانية في سلم التهديدات، وذلك على ضوء احتمال تجدّد المواجهات العنيفة بينه وبين إسرائيل''، مشيرةً إلى أن ''إمكان المواجهة يأتي في أعقاب التصعيد الإعلامي الأخير، وتحفّز مسؤولي حزب الله لتنفيذ عملية انتقام رداً على اغتيال المسؤول العسكري في الحزب (الشهيد) عماد مغنية''·وبحسب المصادر الإسرائيلية نفسها، ''تحتل سوريا المرتبة الثالثة في سلّم التهديدات، تليها حركة حماس في قطاع غزة في المرتبة الرابعة، من دون أي ربط بين قدراتها وإرهاب الضفة الغربية· أما في المرتبة الخامسة، فيأتي الجهاد العالمي، الذي ضلّل الاستخبارات الإسرائيلية طويلاً، إذ ساد الاعتقاد في الفترة الماضية بأن (زعيم تنظيم القاعدة)، أسامة بن لادن وأتباعه، سيتجاوزون قدرات الاستخبارات الإسرائيلية، وينجحون في توجيه ضربة إلى إسرائيل شبيهة بالضربة التي تلقتها الولاياتالمتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 1002، إلّا أن الواقع مغاير لذلك''· وتماشياً مع الرواية العلنية للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أضاف مراسل الصحيفة، ''إن حزب الله، بعد اغتيال مغنية، بقي من دون رئيس أركان حرب، وعناصر الحزب ما زالوا إلى الآن مشغولين بالبحث عن بديل، إذ لا يمكن منظمة عسكرية أن تتصرف بطريقة مناسبة، من دون رئيس أركان في مستوى مخرب عالمي''·أما الضابط الإسرائيلي الرفيع المستوى، فأضاف ''إن الهدوء سائد على الحدود الشمالية مع لبنان، وكذلك على حدود قطاع غزة، لكن حركة حماس تعمل بناءً على مصالحها الخاصة، وتعمد إلى تسخين الجبهة بهدف استنزاف إسرائيل''· واستكمالاً للتهديدات الإسرائيلية الأخيرة للبنان بهدف الردع، رأت الصحيفة أنّ ''تغيّراً طرأ في الجانب الإسرائيلي، وهو أن الوسائل القتالية الموجودة في حوزة الجيش أصبحت أكثر دقةً، وعندما يُطلب منه العمل مجدّداً، فإنه سينفّذ المهمة بحجم كبير يفاجئ به الجانب الآخر''، مشدداً على أن ''عملية الرصاص المسكوب في قطاع غزة، وحرب لبنان الثانية، وفّرتا لإسرائيل ردعاً وهدوءاً نسبياً في غزة وفي الضفة ومع لبنان''·ومع إقرار المصادر العسكرية الإسرائيلية نفسها بأن ''المنظمات الإرهابية في الضفة الغربية قد منيت بهزيمة''، فإنها أشارت إلى أن ''المسألة كلها لا تتعدى كونها انتصاراً مؤقتا وموضعياً فقط''، وعادت للحديث عن عقدة فشل الجيش الإسرائيلي في حربه على لبنان عام 6002، مشيرةً إلى أن ''رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، عاموس يدلين، عمد إلى إجراء تغييرات في آلية عمل الاستخبارات الإسرائيلية، واستفاد من عِبر الحرب الأخيرة مع حزب الله ودروسها، وبالتالي لن يكون هناك قادة ومسؤولون عسكريون يقاتلون في المعركة المقبلة، مع خرائط مصوّرة قبل ذلك بسنوات''·ورأت المصادر الإسرائيلية نفسها أن ''مهمة الاستخبارات معقّدة، إذ إن الوضع ميدانياً قد تغيّر عن الماضي، فبعدما كانت مهمة الجيش تحديد مكان مجموعة مصرية ومعرفة إلى أين تتحرك، تحولت المهمة إلى تشخيص مكان قاذف صاروخ مخبّأ·· وسط أحراج كثيفة الشجر''، مشيرة إلى أن ''مهمة المناورة البرية ردّاً على أيّ عدوان قد تطورت أيضاً، ففي الماضي كان يُطلب من الجيش احتلال منطقة بهدف ضمّها إلى الأراضي الإسرائيلية، أما حالياً فإن احتلال المناطق وسيلة، وليس هدفاً لذاته''·