بعد عملية القدس الأخيرة التي أدت إلى مقتل ثمانية طلاب يهود, واتهام حزب الله بالوقوف ورائها, كشفت مصادر مطلعة النقاب عن اقتناع إسرائيل والولاياتالمتحدة بضرورة توجيه ضربة عسكرية لسوريا وإيران لتسهيل عملية القضاء على الحزب, خاصة بعد تأكيد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن عملية عسكرية ضد إيران واقعة لا محالة. وكانت مصادر إخبارية ألمانية كشفت عن رسالة الكترونية سربتها مصر لسوريا قبل أيام، توضح أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد دمشق إذا أصرت على موقفها الراهن من الأزمة اللبنانية، وان هذا هو السبب الفعلي وراء إرسال المدمرة "يو.اس.اس.كول" إلى قبالة الشواطئ اللبنانية والسورية. كما تحدثت صحف خليجية عن استنفار بحري روسي إيراني في المتوسط , وقالت مصادر دبلوماسية عن مغزى الرسالة الالكترونية، فاكتفت بالقول: "إن الرسالة الأمريكية التي أبلغت لدمشق تفيد بأنه ممنوع السيطرة السورية والإيرانية على لبنان". خطة حربية مدروسة وجاهزة وفي نفس السياق رسمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية سيناريو الحرب الإسرائيلية الأمريكية على " محور الشر بالمنطقة", موضحة أنها تشمل إيران يم سوريا فحزب الله بعده تأتي حركة حماس، ومع ذلك فإن أكثر ما يقلق المحور الأمريكي الإسرائيلي هو تسلّح حزب الله". و قال المحلل العسكري في الصحيفة ألكس فيشمان:" إن الحقيقة غير المألوفة هي أن محاربة حماس.. ليست على رأس سلم أولويات إسرائيل, فهذه الأولويات واضحة ومحددة من سنوات وعلى رأسها، بأفضلية عليا، يوجد إيران وبعد ذلك سوريا ثم حزب الله.. وفي نهاية الطابور، حماس". وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن التقديرات الإسرائيلي تتحدث عن عملية عسكرية كبيرة بالداخل او الخارج أو عند الحدود ضد إسرائيل أو ضد إسرائيليين، وربما عمليات متعددة كهذه... والإسرائيليون لا يعلمون بذلك، لأن الساسة لا يريدونهم أن يقلقوا، لكن في الأيام الأخيرة، يسود توتر شديد في الجبهة الشمالية". قلق إسرائيلي من ترسانة سلاح حزب الله وحددت الصحيفة موعداً يخيف إسرائيل، موضحةً أن الجميع بانتظار أربعين القيادي في حزب الله الشهيد عماد مغنية، وثمة خشية من أن يستمر المهرجان الموعود أكثر بكثير من هذا التاريخ، واصفة اغتيال مغنية بأنه كان ضربة أقوى مما توقعوا في الغرب، فالإيرانيون فقدوا البوصلة برغبتهم في الانتقام، والنظام السوري تم إذلاله وبات ضعيفا، بشكل بدا فيه أن الحساب الذي فتحته الجبهة الشمالية مع إسرائيل منذ قصف المنشأة النووية بسوريا في 6 سبتمبر الماضي يوشك على الانفجار".وذكّرت الصحيفة بما قاله المسئول في الاستخبارات الإسرائيلية يوسي بايدتس، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بأن لحزب الله ألف سبب وسبب لتفجير المنطقة، بدءا من تحليق الطيران الإسرائيلي بلبنان، وتحرك قوات تابعة للجيش الإسرائيلي في جيوب على طول الحدود مع لبنان وقضية مزارع شبعا التي لم يتم حلها بعد"، معتبرةً أن تصريحات بايدتس حيث ركّز على قوة حزب الله واستمرار تسلحه.. رغم أن القضية الأمنية الحارقة في ذلك اليوم كانت التصعيد على غزة". وكان بايدتس قال خلال لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي مؤخراً إن إيران تهرب أسلحة لحزب الله عبر الأراضي التركية، وأن صواريخ جديدة وصلت للحزب، يصل مداها إلى 300 كيلومتر وهي قادرة على ضرب جنوبي إسرائيل حتى لو تم إطلاقها من بيروت. وساقت الصحيفة مؤشرات أخرى لذلك كاختيار وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بعد الانسحاب من غزة عقب عملية شتاء حار، القيام بجولة شمالي إسرائيل، وتفقد الملاجئ الجديدة ال1700 التي رُممت، مضيفةً أن باراك ورئيس الوزراء ايهود أولمرت ورئيس الأركان جابي أشكنازي ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين انضموا لاجتماع في مقر الفرقة العسكرية 91 أوفرقة الجليل، وأولمرت لم يتوجه إلى هذا الاجتماع لمجرّد الزيارة، وخصوصا في يوم وصول وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس.. إذا كان هناك ما يتوجب أن يسمعه وأن يقوله".وأبدى المحللون استغرابهم من زيارة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا شيباني للسرايا الحكومية في لبنان وهي الأولى له منذ وقت طويل، وصرح شيباني بان الزيارة تمت بناء على طلب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة, التي يعتبرها حزب الله غير شرعية. موضحاً أن السنيورة أراد استيضاح الموقف الدبلوماسي الإيراني ما تقوم به بلاده في مجال المساعدات لإعادة الاعمار, وأكد الشيباني أن كل المساعدات الإيرانية مرت بالمؤسسات الحكومية. بيريز لا يستبعد الخيار العسكري لحل النزاع النووي الإيراني وعلى صعيد متصل صرح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مقابلة صحيفة "لوفيجارو الفرنسية" بأن إسرائيل لا تستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري لحل النزاع النووي مع إيران لكنها لن تقوم بمهاجمة الجمهورية الاسلامية من جانب واحد", وقال:" إذا كان تطوير القنبلة لا يمكن وقفه اقتصاديا عن طريق العقوبات, فإن الخيارات غير العسكرية تكون قد استنفذت.. أفضل وقف تطوير القنبلة دون الحاجة للجوء إلى الحرب".وأضاف أن إسرائيل لن تعمل بشكل أحادي الجانب تحت أي ظروف، لسنا بهذه الحماقة لنركز الخطر الإيراني على إسرائيل, مشيرا إلى أنها مشكلة يجب أن يحلها باقي أنحاء العالم فالصواريخ بعيدة المدى التي طورتها إيران لا تمثل مشكلة إسرائيلية فحسب, متهماً طهران بتسليح حركة حماس بقطاع غزة, وقال:" إذا تمكنت أقلية من الإرهابيين من الحصول على أسلحة نووية فإن العالم سيصبح خارج نطاق السيطرة", ورفض بيريز إجراء أي محادثات مع حماس, مشيراً الى أن هذا الأمر من شأنه أن يقتل السلطة الفلسطينية.