دعا باحثون خلال ندوة نظّمت مؤخرا بالقاهرة تحت عنوان "القدس عبر العصور" إلى اعتماد النهج الديني في استعادة مدينة القدس من براثن الاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع دعوة فريق آخر منهم إلى نهج السبُل القانونية في هذه القضية، وأبدى أستاذا التاريخ الوسيط «قاسم عبده قاسم» و«محمد عبد الحميد فرحات» ميلا إلى الرأي الأول، لكن الباحث «مصطفى الفقي»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري شدد على أن القضية الدينية في القدس خاسرة، وحمل بحث «قاسم» عنوان "صلاح الدين الأيوبي وحرب الاسترداد الإسلامية، تحرير القدس من الفرنج"، واستعرض فيه كيفية استرداد القدس في عصر الحروب الصليبية واختتمه بالقول إن «صلاح الدين» بنى دولته على أساس من الوحدة الأخلاقية والدينية للعالم الإسلامي تحت راية الجهاد، أما ورقة «محمد عبد الحميد فرحات» فحملت عنوان "القدس بين تطرف الصليبيين واعتدال المسلمين، دراسة مقارنة للسلوك في ضوء المصادر الغربية"، واستعرض الباحث فيه ما ارتكبه الصليبيون ضد المسلمين من مذابح وتطهير عرقي وتدنيس للمقدسات وتهجير من الديار والأوطان، وختم «فرحات» بحثه متسائلا "كم من الوقت علينا انتظاره حتى يظهر لنا «صلاح الدين» مرة ثانية ليعيد الأمور إلى نصابها"، وفي المقابل حذّر «الفقي» من الدعاوى التي تتحدث عن القدس من منظور ديني قائلا إنه "لو قلنا المسجد الأقصى، سيقولون حائط المبكى ويقول المسيحيون كنيسة القيامة"، ويفضل «الفقي» ألا يتحدث العرب في المحافل الدولية عن القدس باعتبارها أرضا مقدسة، حيث من الأفضل التركيز على أنها أرض تم احتلالها في حرب يونيو 1967.