صدر حديثاً عن الدار المصرية-اللبنانية كتاب يحمل عنوان "لماذا تقتل يا زيد؟"، والكتاب هو عبارة عن قصة حقيقية للمقاومة العراقية للكاتب الألماني «يورجن تود نهوفر»، ويقع العمل في 375 صفحة ويتناول قصة الممارسات اللا إنسانية للسياسة الغربية ضد العرب والمسلمين على مدى 200 عام، ويؤكد الكاتب في كتابه الذي ألّفه بعد رحلة ميدانية للجزائر وتونس خلال الاحتلال الفرنسي ورحلة ميدانية لأفغانستان أثناء الاحتلال السوفييتي وأخرى إلى العراق، ومن خلال هذه الزيارات الميدانية يشير إلى أن حروب الغرب الاستعمارية والاستباقية ضد الدول الإسلامية جلبت الدمار للإنسانية وعرقلت الاندماج الثقافي والحضاري بين الشرق والغرب وكانت المبرر الرئيسي لظهور العنف والإرهاب في البلدان التي تعرّضت لعدوان الغرب، ومن خلال رحلته الأخيرة للعراق ولقائه بالمقاومة العراقية، يؤكد «تود تهوفر» أن الغرب طوال تاريخه كان أكثر عنفاً من العالم الإسلامي وأن ملايين المدنيين العرب سقطوا ضحايا الحقبة الاستعمارية على العالم العربي، كما أن سياسة تجار الحروب الغربيين جعلت من غير المستغرب تزايد شعبية المتطرفين المنسوبين إلى الإسلام، كما توصل «تود تهوفر» إلى أن الإرهابيين المرتدين لعباءة الإسلام قتلة، والوصف نفسه ينطبق على القادة المتخفين بعباءة المسيحية، أما النتيجة العلمية الرابعة فهي أن المسلمين ليسوا أقل تسامحا من النصارى، كما كانت لهم مساهمة كبرى في الحضارة الغربية، كما طالب «تود تهوفر» الغرب بضرورة معاملة العالم الإسلامي بعدالة وسخاء، كما يعامل إسرائيل، فالمسلمون مثل اليهود والنصارى لهم قيمة برأيه، مشددا على أنه لا شيء يغذي الإرهاب أكثر من حرب الغرب على الإرهاب والحروب العدوانية هي أقل الطرق ذكاء في مواجهة الإرهاب.