بعد أن حاول المدعو" م.ب" التعدي على المحامي " أ. فريد" بالسب والشتم، كان للمحكمة رأي في هذا الشأن بعد أن تقدم المحامي بسرد تفاصيل القصة الكاملة أمام مصالح الشرطة التي قامت بفتح تحقيق حول القضية. وتعود الوقائع إلى قيام المحامي المذكور بالتعامل مع المدعو في " م.ب" في قضية تتعلق بالنفقة الخاصة بطليقته الأولى ، وبعد أشهر يكتشف أن هذا الأخير يحاول أن يعين محاميا آخرا ليستأنف في قضيته المذكورة لا لشئ سوى أن المتهم له تحفظات أخرى وأنه لم يقبل المبلغ الذي تكلفه القضية كلها ، ونظرا لانشغالات شخصية للمحامي تتأجل القضية فيعتقد المدعو " م.ب" أن المحامي تحايل عليه ونهب أمواله دون أن يكسب القضية التي لا زالت عالقة أمام المحكمة حتى الآن ، وبعد شهرين يصادف المدعو" م.ب" محاميه في إحدى شوارع العاصمة وبالضبط في المحمدية سرعان ما ينفجر كالبركان ليصب كل غضبه في المحامي بعد أن يسمعه مالا يليق بمكانته كمحامي وخصوصا أن يستعمل عبارات الشوارع النابية إن صح التعبير لابتعادها عن لغة التواصل الأصيلة حيث لجأ إلى السب والشتم بعد أن يخبره أنه لم يعد بحاجة إلى خدماته وأنه لم يثبت جدارته المهنية بدليل عدم إصدار الحكم النهائي من طرف المحكمة إلى حد الساعة ، مطالبا محاميه باسترجاع الأموال التي دفعها مقابل كسب القضية التي لازالت حبرا على ورق بل وصل إلى حد التهديد بالضرب واستعمال العنف في حال عدم استرجاع أمواله. هذه الإهانة الكبيرة التي يتعرض لها المحامي من خلال استعمال لغة التهديد مع الشتم والسب في ظل الجهل بالأسباب ومعرفة الحقيقة ، دفعت الضحية إلى إيداع شكوى لدى مصالح الشرطة يتهمه فيها بتهديده وشتمه أمام مرأى الجميع مع جهله بالأسباب الحقيقية التي جعلت قضيته تتأجل إلى هذا الوقت . وبعد فتح التحقيقات الأولية نسبت إلى المدعو " م.ب" تهمة السب والشتم والتهديد ليمتثل أمام المحكمة ولكنه يرفض الأفعال المنسوبة إليه محاولا أن يختلق أعذارا جديدة بأنه لو علم الأسباب لما أقدم على فعلته وأنه كان يمر بفترة عصبية، ولكن لكل مقام مقال وخصوصا عندما يصل الأمر إلى درجة التعدي على القانون ، فبعد الاستماع إلى أقوال المتهم والتي أنكر فيها تعدديه على المحامي الذي يمثل رمزا للقانون والذي ينبغي أن تكون معاملته بحذر ، تنسب الاتهامات إلى المتهم الذي يبدو أنه سيدفع ضعف أمواله التي رفض نفقتها على طليقته فبعد أن كان يحاول كسب قضية أصبح الآن لديه قضيتين آخرها قضيته التي يعد طرفا فيها و التي تنتظر نطق فيها ، ذلك ما ستفضي إليه جلسة الأسبوع المقبل بعد أن قررت المحكمة تأجيل القضية إلى موعد آخر.