جدد وزير التربية الوطنية «بوبكر بن بوزيد» أمس بالعاصمة حرصه على ضرورة الاستدراك الفوري للدروس المتأخرة جراء الإضراب الأخير مع "وجوب تفادي التسرع والحشو وتكديس الدروس واحترام وتيرة دراسية متوازنة وعادية". أكد «بن بوزيد» خلال اللقاء الذي جمعه بالفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ ضمن سلسلة التشاور والتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية قصد ضبط مخطط وطني استدراكي للدروس، أن الوزارة تحرص ضمن هذا المخطط على تقديم دروس استدراكية متوازنة وعادية بعيدة عن كل تسرع وحشو قصد تمكين التلاميذ من الفهم الجيد والاستيعاب السليم للدروس المقدمة، وتجدر الإشارة إلى أن قطاع التربية قد وضع هذا المخطط الاستدراكي للحصص الضائعة بشكل يتكيف وخصوصيات كل مؤسسة وذلك بالتشاور مع مديري الثانويات والأساتذة والمفتشين وممثلي أولياء التلاميذ والتنظيمات النقابية، وبالمناسبة جدّد وزير التربية الوطنية تأكيده على أن هذا المخطط لن تستعمل فيه العطل الفصلية في الدراسة باستثناء الأربعة أيام الأولى من العطلة الشتوية التي ستخصص فقط لإجراء امتحانات الثلاثي الأول الخاصة بأقسام البكالوريا، كما أكد أنه من غير الممكن استعمال يومي الثلاثاء مساء والسبت لاسترجاع ما ضاع من الدروس بالنسبة لتلاميذ المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا مشيرا إلى أنه يمكن اللجوء إلى يوم السبت بالنسبة للأقسام التعليمية الأخرى لكن بعد التشاور والتنسيق مع أولياء التلاميذ والمفتشين وممثلي النقابات، وفيما تعلق بالعطلتين الشتوية والربيعية الثانيتين فإنهما ستستعملان لتدارك التأخر في الدراسة بالنسبة لكل الأطوار التعليمية، وفي معرض حديثه عن الإضراب وما خلفه ذكر «بن بوزيد» قدرة القطاع على تدارك التأخر الذي مس بدرجات مختلفة ولايات الوطن وتفاوت من مؤسسة إلى أخرى ومن قسم إلى آخر مشددا مرة أخرى بأن معالجة هذا التأخر بطرق تربوية ناجعة، وبخصوص التخوف الذي أبداه تلاميذ السنة الثالثة ثانوي تجاه مواضيع بكالوريا 2010 ذكر «بن بوزيد» بأن عكس ما تروجه "بعض الأطراف" فإن مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا 2010 "لن تخرج أبدا عن الدروس التي قدمت بصفة فعلية عند عتبة 25 ماي القادم"، كما تطرق الوزير من جهة أخرى إلى موضوع ثقل البرامج التعليمية الخاص بتلامذة السنة النهائية من التعليم الثانوي حيث أكد بأنه "لا وجود لدولة في العالم تعمل بأقل من 35 ساعة في الأسبوع بالنسبة للسنة الثالثة ثانوي"، وتساءل في هذا الصدد عن خلفيات تضليل التلاميذ من وراء إيهامهم بثقل الدروس المقدمة لهم مبرزا بأن الإصلاح جاء ببرامج تساير نظام العولمة الذي تعيش ضمنه الجزائر وبأن مختلف البرامج لم تتغير وإنما صيغت بطرق بيداغوجية جديدة وأنماط تتوافق والمعارف والمعلومات التي تقوم على أساسها هذه العولمة، ومن جهته أكد رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ «بشير دلالو» بأن الوضعية الخاصة التي أفرزها الإضراب تتطلب اتخاذ إجراءات خاصة، وقال «دلالو» بعد أن عاتب وزارة التربية على عدم إشراك الفيدرالية في إعداد المخطط أن أولياء التلاميذ "ينتظرون تطمينات تتعلق بكيفية ضمان استدراك الدروس لأبنائهم خاصة منهم المقبلين على امتحان البكالوريا" داعيا إلى ضرورة إدماج المفتشين التربويين في عملية الاستدراك.