اعتبر راشد الغنوشي -رئيس حركة النهضة الإسلامية، التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس- أن ما يجري في مصر حالياً أثبت إفلاس الحداثيين وبطولة الإسلام السياسي، وذلك قُبيل مغادرته تونس إلى جهة لم يُعلَن عنها في حين تعيش البلاد أزمة سياسية خانقة. وقال الغنوشي -في تصريح بثته قناة المتوسط التلفزيونية، مساء أمس الأربعاء- إن "الإسلام السياسي أثبت اليوم في مصر بطولة عظيمة مقابل الإفلاس الذريع والشنيع الذي ثبته على أنفسهم المدعوون بليبراليين وتقدميين وحداثيين. واعتبر الغنوشي أن العنف في مصر يحثنا على تحصين ثورتنا في تونس، ودعا حكومات دول العالم -منها تونس- إلى دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد لبحث الوضع في مصر. وبعد هذا التصريح، غادر الغنوشي تونس إلى جهة مجهولة، حيث قال وزير الصحة في الحكومة التونسية المؤقتة عبد اللطيف المكي -القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية- إن راشد الغنوشي غادر البلاد في زيارة لها صلة بالوضع في البلاد. ولم يذكر المكي اسم الدولة التي توجه إليها الغنوشي في هذه الزيارة الطارئة، مما أثار استغراب الأوساط السياسية التونسية، ولا سيما أنه كان من المفترض أن يجتمع اليوم مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي لاستكمال المفاوضات الجارية لإيجاد مخرج سياسي للمأزق الذي تعيشه تونس. ولم يستبعد مراقبون أن تكون هذه الزيارة مرتبطة بتطور الأوضاع في مصر في أعقاب اقتحام الشرطة المصرية اعتصامي رابعة العدوية، والنهضة بالقاهرة. يُشار إلى أن حركة النهضة الإسلامية كانت قد اتهمت في بيان لها السلطات المصرية بارتكاب مجزرة بحق المعتصمين، ودعت إلى دعم نضال الشّعب المصري ضد الانقلاب. واقتحمت قوات الأمن المصرية صباح أمس الأربعاء، اعتصامي أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر في القاهرة، مما أدى إلى مقتل 287 شخصا حسب وزارة الصحة المصرية في حين تحدث أنصار مرسي عن 2600 قتيل .