لم تستثن الأجواء السياسية التي تعرفها الجزائر هذه الأيام، الفنانين والكتاب من الإدلاء برأيهم فيما يحدث في أرض المليون ونصف المليون شهيد، فالشاب خالد أعلن عن دعمه الكامل للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليواصل في الحكم للعهدة الرابعة على التوالي، بل وأكد معارضته لما تفعله المعارضة هذه الأيام، والحركات الاحتجاجية التي تشهدها أنحاء البلاد. صاحب أغنية "سي لافي"، قال في تصريحات صحفية إن بوتفليقة من حقه الترشح، وقدم نفسه للشعب ليقرر يوم 17 أبريل رئيسه، مزكيا إياه بالعودة للحديث عن إنجازاته بالقول :"بوتفليقة أخرج الجزائر من سنوات الأزمة، كما ساهم في النهوض اقتصادياً بالبلاد" مضيفا أنه لا يعرف إن كان بوتفليقة بوسعه تسيير البلاد بسبب وضعه الصحي، ولكن حسب خالد فالجزائر بحاجة إلى مثل بوتفليقة لأنه "رفع رأسه بين الناس في العالم، بعدما كان مطأطأ وقت الإرهاب" حسب تعبيره. وأوضح الشاب خالد بخصوص ما يحدث في دول الجوار وأسقطه على ما يحدث في الجزائر بالقول إن: "الربيع العربي مر في الجزائر عام 1988 لمن لا يعلم، والجزائري يريد اليوم العيش، الحب، الرقص والسفر"، مستطردا بالقول "عندما يسيل الدم تتوقف الكلمات، ويرفض الناس سماع بعضهم بعضاً، ثم إن هناك انتخابات وهناك صندوق، فإذا وصلنا إلى مرحلة تزوير الانتخابات ويقول شخص أنا باق بالقوة، فهذا شيء آخر، أما الاعتراض الآن فهو مرفوض". وعلى العكس من الشاب خالد، فإن الكاتبة والروائية أحلام مستغانمي بدت معارضة لبوتفليقة ونظام الحكم، حينما عنونت أحد كتاباتها على "تويتر" ب"لا حياء لمن تنادي"، فاتحة النار في ذلك على مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، عبد المالك سلال، وكلامه في حق "الشاوية"، من سكان الأوراس. وقالت أحلام مستغانمي :"لست هنا لأدافع عن "الشاوية"، بل عن أمّنا العظيمة الجزائر التي خرجنا جميعا من رحمها. الجزائر الميمة، المغبونة، الزَينة، الحنينة، الفحلة اللي سّودوا لها سعدها. الجزائر التي تعيش ظلم أجيال وأزمة رجال، والتي أصبحت تُنجب لنا أجنّة بتشوّهات خلقيّة وأخلاقية. أناس لا يقتلوننا بالذخيرة الحيّة، بل بنحر الأمل كل يوم على مرأى منا. يوزّعون بدل كرامة الوطن الإكراميات والهبات. رجال جالسون فوق المبادئ، وفوق القانون، وفوق المحاسبة. جاهزون ليكبروا أن يقزّموا أمّة، ويصغّروا وطنا. إن كنت أقول "لا" حين يقول آخرون "نعم"، و "بلى" حيث كان عليّ أن أصمت، فلأنني من جيل تخرّج من جامعات بومدين، حيث المادة الأولى كانت الأنفة، والكرامة ما كانت كلمة، بل هويّتنا وجوازنا الأخضر بين الأمم. لا نريد جزائر في ذمّة التاريخ، بل الدفاع عن تاريخ الجزائر الذي في ذمّتنا، ودم رجالها الذي في رقابنا. قد لا نملك ما تملكون من ترسانة الأكاذيب للردّ عليكم، لكن أيها السادة، دم الشهداء سيقف عند خروج الروح بينكم وبين الشهادة. لن تموتوا جزائريين ولا مطمئنين. سنطاردكم حتى في قبوركم، ونسألكم "لماذا فعلتم بأمّنا كل هذا؟"