اضطرت حديقة حيوان محلية، في قطاع غزة، إلى الاستعانة بكلبة، لإرضاع "شبل"، تخلت أمه عن تغذيته. وتولّت كلبة، وهي أم لثمانية "جراء"، حديثي الولادة، عملية إرضاع صغير أسد، وُلد في حديقة حيوان "نماء الترفيهية" شمال قطاع غزة. وبعد عزوف "اللبؤة" الأم عن إرضاع شبلها، مكتفية فقط بلعقه داخل الحديقة، اضطر أصحابها للبحث عن بديل للأم، تمثل في العثور على "كلبة"، وفق نصيحة أحد الأطباء البيطريين الدوليين. وتقوم الكلبة بُنية اللون، والبالغة من العمر عاما واحدا، بإرضاع "الشبل" كل أربع ساعات. ويقول إبراهيم سبيتة مدير الحديقة، إن "لبؤة" نزيلة في الحديقة، وضعت "ثلاثة أشبال" الأحد الماضي، توفي اثنان منهم. وخوفا على حياة "الشبل"، الذي رفضت أمه إرضاعه، طلب المسؤولون عن الحديقة، المشورة من طبيب بيطري كندي الجنسية، عبر شبكة الإنترنت، والذي نصحهم بالبحث عن كلبة مُرضعة، كي تتولي عملية إرضاع صغير الأسد. وتابع:" الطبيب البيطري أبلغنا أن حليب الكلبة هو الأقرب والأنسب لصغير الأسد (..) في البداية كان الأمر صعبا، لكن بعد ذلك قامت الكلبة بكل سهولة بإرضاع الشبل، وبعد أن تقوم بإرضاع صغارها الثمانية، تبادر على الفور بإرضاع الشبل". وبحسب سبيتة فإن إرضاع الكلبة للشبل هو الحدث الأول من نوعه في حدائق قطاع غزة. ويقول إن اللبؤات في الأسر، يرفضنّ إرضاع مواليدهنّ حيث يُتوفى أغلبهم، بفعل حالتهنّ النفسية، بالإضافة إلى مناخ وبيئة قطاع غزة، التي لا تسمح للأشبال بالنمو. ويتواجد في حديقة "نماء" 5 لبؤات و4 أسود. وكان طاقم طبي من منظمة "فور بوز النمساوية" لحقوق الحيوان نقل صيف العام الماضي ثلاثة أسود هم ذكران وأنثى من حديقة تُدعى "بيسان"، شمالي قطاع غزة إلى محمية طبيعية في الأردن عن طريق معبر بيت حانون (إيريز)، وذلك من أجل تلقي العلاج النفسي بعد أن تعرضت حديقة الحيوان لقصف إسرائيلي خلال الحرب في السابع من يوليو/تموز 2014. ويوجد في قطاع غزة، عدة حدائق حيوان صغيرة، ومتواضعة، أنشأت غالبيتها خلال العشر سنوات الماضية، وتم جلب الحيوانات النزيلة فيها، عبر الأنفاق مع مصر، بحسب قائمين عليها.