خططوا لهجوم معقد ومنسق، وهناك معلومات جديدة حول تنسيق العمليات الدقيق والتواصل بين هؤلاء الإرهابيين. وقد وجد الباحثون دليلاً على أن الداعشيين القائمين بهجمات باريس كثيراً ما غيروا هواتفهم المحمولة، سياراتهم، وحتى أنهم بحثوا عن أجهزة صوتية ممكنة. ووفقاً للمخابرات وقوات مكافحة الإرهاب فهناك أدلة على أنهم يستخدمون التشفير. ماثيو غرين، بروفيسور تشفير مطبق في جامعة جونز هوبكنز: "ربما كانوا يستخدمون تطبيقات الرسائل المشفرة، فهم يقومون بعمل جيد جداً في إخفاء كل ما يقولونه خوفا من اعتراض الحكومة له مثلاً". تشفيرات، أحاديث تتفرق بواسطة خوارزميات رياضية، وشيفرات من شبه المستحيل فكها، هذا ما قاله الأمن الأمريكي. جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي: "ليس لدينا القدرة على فك التشفير القوي، لذلك إذا تواصلوا عبر تطبيق تواصل اجتماعي، سنفقدهم، وذلك مقلق جداً تطبيقات مثل تطبيق "سيغنال" بإمكانها تشفير المكالمات الهاتفية. أما تطبيقات "واتساب" و"تيليغرام" فهي تشفّر النص. ماثيو جرين، معلم تشفير مطبق في جون هوبكنز، أرانا طريقة أخرى يستطيع الإرهابيون استخدامها لجعل نصوصهم تختفي على تطبيق "تيليغرام". يمكنك أن تبرمج رسائلك على أن تدمر نفسها بعد بضع ثوان، أرسلت لغرين رسالة بأن يلقاني في مكان ما، لقد قرأها، والآن... اختفت. "بهذه الطريقة، ليس لديك أي سجل لمحادثتنا". تطبيق تيليغرام لديه وسيلة مماثلة للفيسبوك وتويتر حيث يمكنك إرسال الرسائل العامة. استخدم داعش تطبيق تيليغرام ليعلن مسؤوليته عن هجمات باريس وإسقاط طائرة الركاب الروسية في سيناء. ويقول المحللون إن تنظيم داعش يدرب عناصره باستمرار على كيفية استخدام وسائل الاتصال الآمنة. في منشورات داعش الانجليزية، يوصون باستخدام برمجية أندرويد لأن من الصعب اختراقها من قبل المخابرات، واستخدام تطبيقات معينة تخفي هوية مستخدمها. ولكن بدهائهم في التواصل، أصبح لداعش عدو كبير، "أنونيمس"، المجموعة الناشطة المشهورة باختراقها للانترنت، تهدد بموجة من الهجمات الإلكترونية ضد داعش انتقاماً لهجمات باريس. يقول ماثيو غرين أن "أنونيمس" لديها مهارات اختراق أفضل من تلك التي يملكها تنظيم داعش، لكنه لا يعتقد أنها ستضر داعش، ويقول إنها بالتأكيد لن تتمكن من فك التشفيرات لأنها ببساطة جداً مصممة بشكل جيد.