أيمن. س/ وكالات تصاعد التوتر في الأردن بعد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات وبعض المنتجات البترولية، وتطورت الأحداث ليخرج متظاهرون مرددين هتافات تنادي بسقوط الملك عبد الله الثاني. وردد آلاف المحتجين أمس الذين ينتمون إلى تنظيمات قومية ويسارية و”إسلامية”، هتافات وصفت الملك ب”الفاشل”، لأنه قام خلال عهده بتعيين 13 حكومة كانت جميعها “فاشلة”، كما قالوا إنه فقد الشرعية. ومن الهتافات التي رددها المتظاهرون “سجل سجل يا زمان عبد الله الثاني باع الأوطان”، و”اسمع السلطان (الملك) أن الملك عبد الله الثاني فقد الشرعية”، و”لوح بيدك لوح، ما بدك تصلح روح (إرحل)”. ولوحظ غياب قادة الحركات الإسلامية عن التظاهرة. وفي الأثناء، تظاهر المئات من الموالين للملك مقابل تظاهرة المعارضة، ما أضطر قوات الدرك إلى التدخل والفصل بين الطرفين. وكانت الاحتجاجات على رفع الحكومة أسعار المشتقات النفطية بدأت مساء الثلاثاء الماضي، بينما قتل شخصان وأصيب عدد من عناصر الأمن في هجوم على أحد مراكز الشرطة، فيما اتهم مسؤولون محتجين بإحراق مؤسسات رسمية وبمحاولة اقتحام أخرى في مدن أردنية عدة، وتوعدت وزارة الداخلية باستخدام القوة لردع “المشاغبين” الذين يروعون أمن المواطنين. وكان مدير الأمن العام الأردني، الفريق حسين المجالي، حذر من أن قوات الأمن الأردنية ستتعامل بحزم وسترد بقوة على من يحاول العبث بأمن البلاد ومهاجمة مصالح خاصة أو عامة، وذلك بعد الاحتجاجات التي عمت البلاد ردا على رفع الأسعار في الأردن. واتهم المجالي جهات داخلية مرتبطة بالخارج بالتحريض والعبث بأمن الأردن خلال الأحداث التي حصلت في اليومين الماضيين، وقال إنه تم اعتقال شخصين يحملان الجنسية السورية في إحدى المحافظات. ومن جانبها، اعتبرت الخارجية الأمريكية أن التظاهرات التي شهدها الأردن خلال الأيام الماضية احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات في المملكة، والتي تخللتها أعمال عنف متفرقة، تعبر عن “التعطش للتغيير” على غرار ما شهدته دول عربية أخرى خلال الربيع العربي. وقال مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن “الشعب الأردني لديه مخاوف اقتصادية وسياسية ولديه تطلعات”. من ناحية أخرى، ردد متظاهرون أمام الديوان الملكي الأردني ليلة أول أمس، شعارات تنادي بإسقاط النظام بشكل لافت، في أول تظاهرة من نوعها بالمملكة ترفع الشعار الذي كان يرفع بشكل فردي ومتقطع في السابق. وهتف المئات من المتظاهرين في مسيرة وصلت لبوابة الديوان الملكي من حي الطفايلة القريب وسط العاصمة عمان بشعار “الشعب يريد إسقاط النظام”، وشعارات أخرى منها “حرية من الله.. يسقط يسقط عبد الله”، وغيرها من الشعارات. وكانت شعارات إسقاط النظام ظهرت بوضوح في المسيرات والاحتجاجات منذ بدئها مساء الثلاثاء الماضي بعد إعلان الحكومة الأردنية عن قرارات برفع الأسعار، لكن رفعها أمام الديوان الملكي وبمسيرة منظمة بدا تحولا في الحراك الأردني، وفق ما قرأه سياسيون. وجاءت هذه التطورات بعد أن أعاد رئيس الوزراء عبد الله النسور التأكيد على أن الحكومة لن تتراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات. ويتحدث سياسيون ومحللون عن حالة من الارتباك يعانيها مطبخ القرار في التعامل مع الانفجار الشعبي غير المسبوق واحتمال تطور الاحتجاجات إلى حالة من الثورة على النظام في الأردن.