شهدت العاصمة الأردنية عمان وخمس مدن أخرى مسيرات، لوحظ فيها ارتفاع لافت في سقف شعاراتها إذ توجهت إلى النظام مباشرة ووصلت حد المطالبة بإسقاط المخابرات وحكومة معروف البخيت و''الفساد''، حيث شارك الآلاف في مسيرة عمان التي تزعمها رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح ورئيس الوزراء ومدير المخابرات الأسبق أحمد عبيدات، في مشاركة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح في الأردن نهاية العام الماضي· ولفتت مسيرات عمان والتي سبقتها أنظار المراقبين، حين عاد الزخم إلى العاصمة بعد تراجع استمر أسابيع مع انتقال الحراك إلى المحافظات التي شهدت نقلة نوعية في سقوف مسيراتها وتوجهت بشعاراتها نحو الملك مباشرة· وردد المتظاهرون هتافات وصفت بالساخنة منها ''الشعب يريد إس·· إس·· إس·· تربوا وإلا نكملها''، و''شعب الأردن ما ينضام حتى لو أسقط نظام''، في تهديد للمطالبة بإسقاط النظام، كما رددوا هتافات منها ''يا رقاد (مدير المخابرات) قول لسيدك شعب الأردن مش عبيدك''، و''قولوا الله قولوا الله شعب الأردن سيده الله''· كما رفعت لافتات تطالب بإسقاط الفساد، ومنها لافتات نشرت أسماء مسؤولين حاليين وسابقين ورجال أعمال اتهموا بالفساد وأسماء الملفات المسؤولين عنها، في رد لافت على قانون هيئة مكافحة الفساد المثير للجدل، الذي يغرم من ينشر اتهامات بالفساد علنا بغرامات تتراوح بين 42 و84 ألف دولار· وقال عبيدات في كلمة بإسم الجبهة الوطنية إن المسيرة جاءت ردا ''على محاولات التمزيق والتفرقة والبلطجة التي أصبحت جزءا من سلوك الدولة''، وأضاف ''نحن لا نريد إصلاحا تجميليا، بل إصلاحا يصون كرامة الإنسان الأردني ويحقق العدالة والحرية للجميع دون أي تمييز، تتحمل فيه السلطات الثلاث ولايتها الدستورية وتنتهي معه سياسة احتكار السلطة والانفراد بالقرار''· وطالب بإسقاط المادة 23 من قانون هيئة مكافحة الفساد باعتبار ذلك ''أثمن خدمة للوطن''، معتبرا أن تمرير المادة ''طعنة للوطن''· كما طالب عبيدات بمجالس نيابية ''تأبى أن تكون مطية وصنيعة لأي جهة''، وأن ينقل الإصلاح الدولة الأردنية ''من دولة أشخاص يسخرون القانون لخدمة مصالحهم واستمرار نفوذهم وحماية فسادهم، إلى دولة قانون ومؤسسات لجميع مواطنيها''·