البلاد نت - خ/رياض - أطلق البروفيسور عبد المؤمن صحراوي رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران , مؤشرات جديدة تزيد الشعور بالرضى لدى الأوساط العلمية والطبية , من أن معدل الوفيات والإصابات بسبب الفيروس التاجي كوفيد 19 , ضاعف انخفاضه مع مرور الأيام , وهو مؤشر على تراجع الوباء , وبدأت الوفيات أقل في المناطق التي كانت تشكل بؤرا وبائية على غرار وهران , جيجل , تلمسان , سطيف وباتنة حسب تقديراته , وأضاف المتحدث المختص في الأمراض المعدية وتشخيصها والوقاية منها في حديث ل "البلاد" , أن الفيروس عرف تغيرا لافتا في الأيام القليلة الماضية بدليل الأرقام التي تصدرها مستشفيات الوطن لاسيما مصالح معالجة كوفيد 19 في وهران , في معدل الوفيات التي قلت بشكل بارز في الفترة الأخيرة , لافتا إلى أن الجزائر ودعت إن صح القول , أسوأ فترة من حيث الإصابات والوفيات منذ بداية الجائحة في البلاد , إذ طرأت حسبه على خريطة المرض , تغيرات من ذروة قاسية إلى انخفاض هائل , مقارنة بالأيام السابقة , التي شهدت فيه عدد الإصابات ارتفاعا قياسيا بمعدل 150 إلى 120 إصابة يوميا في أغلب مدن الوطن , بخلاف الأيام الأخيرة التي تسجل مصالح الوقاية بين 40 و 45 إصابة يوميا وتمركز 4 إلى 7 حالات في العناية المركزة , ويؤكد ذات البروفيسور , أن الشباب شكلوا الجزء الأكبر من الإصابات الجديدة , وبالتالي هم أكثر قدرة ومناعة على محاربة الفيروس , مشيرا إلى أن الإصابات التي سجلت مؤخرا لم تنحصر على فئة كبار السن فقط , ملاحظا أن إستراتيجية العلاج المحسنة التي شملت الأودية المضادة للفيروسات والمنشطات التي وفرتها الدولة طاقات هائلة للتصدي لهذا الوباء , ربما ساعدت في إنقاذ مزيد من الأرواح وفق تقديره . وما إذا كان هذا اتجاه أم مرحلة حالية فحسب , قال البروفيسور صحراوي , أن النظريات الطبية الخاصة التي تتحدث عن انخفاض معدل الوفيات والإصابات , لا تزال غير مثبتة , إن كان شيئا مهما قد تغير في البيئة المحيطة سواء لناحية الطقس أو السلوكيات أو الحركية التي تتحكم في انتشار الفيروس،, وزاد محدثنا في القول , أن معظم الفيروسات تفقد قواتها القاتلة في نهاية المطاف , وهو ما حصل على الأرجح مع "كورونا" بسبب نقص العوامل أو الطفرات , ما يجعلها أقل فتكا أو بسبب علاجات أو لقاحات جديدة . من جهته , لم يستبعد الدكتور بوخاري يوسف رئيس مصلحة الوقاية , زيادة انخفاض في فيروس كورونا , بسبب التدابير الاحترازية الإضافية التي أقرتها السلطات العليا للبلاد , مضيفا أن المستشفيات تجري تقريبا اختبارات للكشف عن الجائحة بملحقات باستور عن طريق جهاز "بي سي أر", بمعدل 300 إلى 350 كشف يوميا , وهو ما شكل مبعث أمل لانحسار المرض لاحقا , موضحا أنه من الجانب العلمي معروف عن " كوفيد 19" , أنه كلما انتشر كلما قلت شراسته وفق منحنى معروف، مستبعدا تماما حدوث موجة أخرى من الفيروس الذي يفتقر إلى طفرة جينية جوهرية في بنيته , ورأى بوخاري أن التباعد الاجتماعي والكمامات قللت من "الحمل الفيروسي" , مبرزا أن التقارير التي تعرضها اللجان العلمية لمعالجة كوفيد في المناطق التي تعرف بؤرا وبائية , تسجل أعداد هائلة في حالات الشفاء عبر العديد من مصالح علاج كورونا , هكذا، رأى نفس الدكتور , بصيص أمل في النتائج .
وعن سؤال , هل يمكن أن تكون الخطوات التي جرى اتخاذها للتخفيف من آثار فيروس كورونا تحقق النجاح؟ أجاب المتحدث , أخشى أن يبدأ الناس في تجاهل النصائح الصحية. فمنذ أيام تعرف نسبة الإصابة ب كوفيد 19 , انخفاضا لافتا , إذ في الوقت الذي كانت تسجل فيه الجزائر إصابات يومية تتجاوز 1000 حالة , قلت في الأيام الأخيرة بنحو 500 إصابة , وهو ما جعل بعض المواطنين يتفاءلون , إلا أن مختصين حسبه , يؤكدون أن هذا التفاؤل لا يجب أن يكون مصاحبا بنوع من التراخي الذي قد يؤدي إلى ارتفاع الإصابات من جديد , مفيدا بأن الحالة الوبائية في استقرار و أن السياسة الوقائية للجزائر كانت كاملا مهما في انخفاض المعدلات المسجلة , ما يتحتم الحفاظ عليها وعدم الانجرار نحو الاستهتار والتهاون اللذين قد يعيدان انتشار الوباء بقوة وتعود معاناة "الأطقم الطبية" .