على نحو مطّرد يتواصل انخفاض عدد المصابين بفيروس كورونا في الجزائر، خلال الأيام الأخيرة، ما يُنبئ بانحسار الفيروس بشكل تدريجي، بعد توارد آراء مختصين تفيد بضعف الحمولة الفيروسية "كوفيد 19"، وتراجع مؤشر توالد الجائحة التي بلغت الذروة في الأسابيع الماضية، حيث أثار انتباهَ المواطنين تقلّص عدد الحالات المؤكّدة إصابتها بفيروس كورونا بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة، فيما يتزايد عدد المتعافين، كما هو الحال بالنسبة لمدن وهران، تلمسان، سطيف وباتنة التي كانت بؤرا حقيقية للوباء في الفترة السابقة. وبحسب الدكتور يوسف بوخاري المكلف بالإعلام بمديرية الصحة لولاية وهران ورئيس مصلحة الوقاية، فان تقلُّص عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، وارتفاع أعداد المتعافين، لا يعني أبدا أن الفيروس التاجي قد أصبح تحت السيطرة، "بل لا بد من استمرار الحفاظ على اليقظة عند مستوياتها العليا، درْءا لأي مخاطر محتملة"، ويقول محدثنا، أنه استكمالا للجهود الجبارة للأطقم الطبية التي عانت الويلات من أجل التحكم في الوضع الوبائي، تم مضاعفة تحاليل "بي سي أر" شهادة الخلو من فيروس كورونا"، للكشف عن الفيروس على مستوى الملاحق الصحية التابعة للدولة، من معدل 200 إلى 400 تحليل في اليوم الواحد، بالإضافة إلى تحاليل المخابر الخاصة، التي تعرف توافدا قياسيا للمواطنين رغبة في إجراء التحاليل الطبية. وبحسب محدثنا، فان وزارة الصحة، وضعت تحت تصرف مديريات الصحة عبر ولايات الجمهورية ، كل الوسائل المتعلقة بالكشف عن فيروس كورونا، من خلال حصول الولايات الكبرى على 3000 كاشف "بي سي أر"، فيما حصلت الولايات التي تعرف كثافة سكانية ضعيفة، بخلاف وهران، البليدة، العاصمة، سطيفوتلمسان، على حصة تقل عن 1500 كاشف، وتأتي هذه التدعيمات الضرورية من أجل سد العجز المسجل داخل مخابر المستشفيات العمومية. من جهته، قال البروفيسور عبد الصمد فاضل رئيس مصلحة علاج كورونا بمستشفى شيغفارا بمستغانم، إن طاقمه الطبي سجل انخفاضا محسوسا في عدد الإصابات بفيروس "كورونا" تجاوز النصف مقارنة بالأيام الماضية، مؤكدا أن ولاية مستغانم قامت بما لا يقل عن 2500 فحص في ظرف شهر من أصل 7800 فحص منذ ظهور الجائحة الوبائية، مؤكدا أن الأرقام السابقة تبين مدى تعب وإرهاق الطاقم الطبي الساهر على علاج المصابين بفيروس كورونا، مجددا دعوته للمواطنين، التقيد بالتدابير الوقائية على غرار ارتداء الكمامات واستعمال المواد المطهرة واحترام مسافة الأمان وغيرها من التدابير الاحترازية الواجب اتخاذها من اجل تفادي الوباء والعودة مجددا إلى الحياة الطبيعية، في أسرع وقت ممكن، كاشفا عن تراجع مؤشر توالد الحالات "RT" في الأيام الأخيرة، وهو أهم مؤشر يرصد مسار الوضع الوبائي في البلاد، إذ وصل في بداية الأسبوع المشار إليه إلى 1 ثم عاد ليتراجع إلى 0.95. في السياق ذاته، أبرز الدكتور بن ملال إبراهيم المتخصص في الأمراض المعدية والمناعية " في مستشفى فرانز فانون بالبليدة، ل"البلاد.نت"، إنه في حالة التأكد من هذا المنحى التراجعي، ستكون الجزائر قد مرت من ذروة الوباء إلى الجزء الثاني من المنحى التنازلي للوباء، مشيدا بوقوف الدولة مع الأطقم الطبية في هذه المحنة الوبائية وتوفير كل الوسائل، بدليل وصول ما يقرب عن 2500 كاشف بي سي أر إلى مستشفى البليدة، التي تجري تحاليل تتفاوت بين 250 إلى 300 تحليل في اليوم الواحد، قائلا بالحرف الواحد ، إن التحكم في انتشار فيروس كورونا، خلال الأسابيع المقبلة، ريثما يتم وصول اللقاح، هو مسألة تدبير، مشددا على ضرورة استمرار حملات التوعية تفاديا لأي ارتخاء من طرف المواطنين، ولجعلهم مقتنعين بأن خطر الفيروس سيظل قائما إلى حين حصول الجزائر على اللقاح الفعال.