البلاد - خ.رياض / آمال ياحي - تشهد مؤخرا العديد من مصالح مكافحة فيروس كوورنا بمختلف المؤسسات الصحية، إقبالا كبيرا للحالات المشتبهة بفيروس كورونا واكتظاظ في مصالح كوفيد 19 تزامنا مع تحذير الخبراء من قفزة ثانية لأرقام الوباء خلال الفترة القادمة على غرار ما يحدث في معظم بلدان العالم. وحذر اليوم، رئيس قسم الامراض المعدية في مستشفى بوفاريك بالبليدة، محمد يوسفي، من عودة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، حيث إن المصالح المستقبلة لحالات الإصابة بكورونا قد امتلأت 100%، مذكرا بأنه منذ أسبوعين سجلنا انخفاضا في عدد الاصابات بكورونا بحوالي 70% حيث لم تكن سوى 30% من الأسرة مشغولة. وبهذا الخصوص، دعا الخبير إلى احترام الإجراءات الوقائية، مشيرا إلى أن تهاون البعض أدى إلى عودة ارتفاع الاصابات. كما نبه إلى أهمية التأقلم مع الفيروس لأنه باق على الأقل إلى غاية ظهور اللقاح. وسجلت مختلف وحدات مكافحة فيروس "كوفيد 19" عبر مستشفيات الجزائر العاصمة إلى العمل من جديد بعد توقف العديد منها وتطهيرها على اعتبار أن الفيروس قد تلاشى ليعود من جديد مع مطلع أكتوبر الحالي. وأكد غالبية المختصين في الطب أن الوضع يبعث على القلق وأن الحالات في ارتفاع وتصاعد من يوم لآخر، بدليل إعادة فتح وحدات "كوفيد 19" على مستوى المستشفيات بعدما تم تطهير وتعقيم معظمها وغلقه في ظل تسجيل صفر حالة مثلما هو الوضع بوحدة المؤسسة الاستشفائية بالقبة بشير منتوري التي تم إغلاق وحدة كورونا بها بعد أن كانت تستحوذ على 100 سرير خصص لمرضى الوباء. وأفادت الدكتورة بن علي شابحة، مديرة المصالح الطبية بهذه المؤسسة الاستشفائية في تصريح اعلامي، اليوم، أنهم بصدد التحضير لإعادة فتح الاستشفاء مع استقبالهم لحالات في قسم أمراض النساء أو العناية المركزة. وذكر البروفيسور مراد بن علاق، رئيس مصلحة التصوير الإشعاعي بمستشفى بارني بحسين داي، أنهم لاحظوا نهاية الأسبوع المنصرم، إقبالا كبيرا على المصلحة من أجل إجراء أشعة السكانير التي تبيّن نسبة الإصابة بكوفيد19، موضحا أن الحالات التي سجلوها في اليومين الماضيين تمثل الحالات الحادة التي تتراوح فيها نسبة الإصابة بين 50 و70 بالمائة. وأوضح المصدر نفسه أن نسبة الإصابة منذ فترة كانت تتراوح بين 10 و20 بالمائة فقط، حيث إنهم أنجزوا منذ 8 أفريل المنصرم وحتى 21 أكتوبر الحالي على مستوى مصلحة التصوير الطبي ما يقدر ب4190 سكانير خاص بالحالات التي يشك في إصابتها بالفيروس التاجي، منها 2038 حالة إيجابية. وفيما يتعلق بقسم "كوفيد 19" بالمؤسسة الاستشفائية لبئر طرارية، يقول المشرف على المصالح البروفيسور عمار طبايبية إنهم لاحظوا ومنذ فترة عودة حالات كورونا، موضحا أنهم كانوا بصدد التحضير لتعقيم المصلحة وغلقها، لكنهم تفاجأوا بكم المرضى الذي تضاعف بمعدل 5 مرات وفي ظرف قصير. يحدث هذا في الوقت الذي تعرف فيه مصلحة كورونا بمستشفى بني مسوس الجامعي، التي لم تتوقف تماما عن العمل منذ أكثر من 8 أشهر، اكتظاظا ملحوظا وعدم توفر أسرة لاستقبال عدد آخر من الإصابات. وحسب الدكتور المختص في الأمراض المعدية الناشط في مصلحة كوفيد 19 بالمستشفى الجامعي بن زرجب بوهران، زروقي عبد العظيم، فإن التراخي المسجل وسط المواطنين في الأيام الأخيرة وحالة الاطمئنان التي دفعت إلى التخلي تماما عن تدابير الوقاية بما فيها التباعد وارتداء القناع الواقي وتوقف حملات التعقيم، أعاد مجددا الجدل حول إمكانية ورود موجة ثانية من الفيروس، لافتا الى أن شهر اكتوبر شهد قفزة لافتة في عدد الاصابات من 20 حالة إلى 47 حالة يوميا في عاصمة الغرب الجزائر، فيما راوح العدد بين 15 و30 حالة مؤكدة يوميا في مختلف الحواضر الكبرى من الوطن على غرار البليدة أكبر البؤر الوبائية والجزائر العاصمة، تلمسان وقسنطينة وسطيف.
مخاوف من تفاقم الوضع في الشتاء! يرى الدكتور زروقي أن هذه الإصابات الجديدة، مؤشر على حدوث موجة ثانية، ما يعني العودة الى اجراءات التشدد الوقائي وتنفيذ تدابير صارمة لوقف تفشي الفيروس بسبب المخاوف التي تفرض نفسها من تفاقم الوضع خلال فصل الشتاء مع تداخل موسم الأنلفونزا مع جائحة كوفيد 19. وتوقع المتحدث أن يصل العديد من المستشفيات ومواقع الاختيار لفيروس كورونا إلى طاقتها الاستيعابية، وهو ما سيؤثر أيضا على قدرة المصالح الصحية وإجراء تحقيقات الحالة وضمان متابعة الاتصال ورصد المرضى المعالجين في المنزل. فيما رأى المختص في الطب الوقائي البروفيسور عياد عبد النور بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة، أن الوضع مخيف ويدعو للقلق وأن كل الاحتمالات واردة لموجة ثانية، موضحا أن الوباء لايزال موجودا، مضيفا في حديثه ل«البلاد" أن حالة الاطمئنان التي يعيشها المواطن اليوم لا أساس لها خاصة وأنه لا يوجد أي دراسة علمية دقيقة توضح كيفية التعامل مع الفيروس في فصل الشتاء، داعيا إلى ضرورة العودة إلى التدابير الوقائية للحد من انتشار العدوى، من خلال المواظبة على تنظيف اليدين، وتغطية الفم عند السعال بثني المرفق أو بمنديل ورقي، والابتعاد مسافة لا تقل عن متر واحد عن الأشخاص الذين يسعلون أو يعطسون، فضلاً عن التزام توجيهات الأطر الطبية والسلطات. وقال البروفيسور عياد في حديث ل«البلاد"، إن نظام الطوارئ لا يزال معلنا عبر كافة المؤسسات الصحية والمراكز الاستشفائية الخمسة التي خصصت للتكفل بمرضى كورونا، محذرا من موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا، في ظل عدم توافر اللقاح لكونه الحل السحري الذي يترقبه الجميع، مضيفا أن وقف الجائحة العالمية يستدعي تطوير لقاح ضد الجائحة الوبائية.