الهالة الرسمية التي أعطيت للزيارة "المرتغبة" للرئيس الفرنسي لجزائر كانت "مزرعة" أجداده، تكاد توحي بأن تقويمنا التاريخي سيبدأ مع موعد نزول الضيف العزيز (؟؟)، فزيارة هولاند خرجت عن إطار مهمة رسمية هدفها الظاهر والباطن فتح منافذ اقتصادية جديدة لمستعمر قديم، لتدخل في خانة الفتح العظيم الذي لا يحدث في القرن إلا مرة واحدة.. أو هكذا أراد الحاكمون في"هرمنا"، أن يفهمونا، فمن عمليات الطلاء المستميت الذي حظيت به عاصمة ملوثة، على شرف الزيارة التاريحية (؟؟) العظيمة، إلى الاستنفار السياسي والأمني الذي تجاوز كل عقل، فإن ثابتهم الأول والأخير، أن الجزائرالبيضاء لم تعد تتزين وتتعطر وتتحرر من عقدها الكامنة والظاهرة إلا إذا كان في المناسبة، فرنسا تزور أو تدور حولنا.. لم يعد مهما في موضوع "بعاصمتنا هولاند"، أن تعتذر لنا فرنسا عن تاريخها "الحاقد"، أو حتى أن تختلق من دماء "رهبان" تيبحيرين ورقة ابتزاز فاضحة لليّ ذراع الحكومة حتى نتنازل ونتكرم ونركع أكثر فأخطر، فوزارة الخارجية عبر "دلسها" المعروف والمألوف في مثل هذه المواقف، لم تتوان في تحديد إطار وبرنامج وخطوات الزيارة، لتعلن في الأحزاب التي فضحت حكاية الأقدام السوداء، أن "هولاند" جاء إلى مستعمرة أجداده للاستجمام والراحة، فلا تقلقوا "رب المنزل"، بالكلام عن الأحقاد التاريخية.. يكاد يحدث إجماع عام، أن هذا الهول الرسمي، لإنجاح زيارة فخامته، لا تفسير له، سوى أن "هولاند" انتخبته الجزائر رئيسا على فرنسا، وإلا فما معنى أن تتوقف الحياة ويبدأ العد لها من نقطة نزول صاحب السمو.. يا جماعة "الخير"، هولاند لم يقل لكم إنه الملك شارل الخامس عاشر، ولم يطلب منكم تسيلمه مفاتيح العاصمة، الرجل جاء لهدف اقتصادي بحت، يبيعكم ويشتري من عندكم، فعاملوه كتاجر، حتى لا يفاجئكم من قبة "برلماننا" العظيم، بإعلانه ضم الجزائر كمقاطعة فرنسية، والسبب "حفاوة" تقبيلكم لرجليه.