وهران/حسناء شعير رفض المخرج المصري خالد الحجر وصاحب فيلم “الشوق” الذي يدخل المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان وهران للفيلم العربي، الانتقادات الموجهة إلى هذا العمل جملة وتفصيلا. وقال في حديث ل”البلاد” عقب عرضه بقاعة “سينما المغرب”، إن الفيلم الذي تدور أحداثه في 130 دقيقة وأثار جدلا كبيرا في العديد من المهرجانات السينمائية ؛ لا يشوه سمعة مصر بقدر ما يصور معاناة فئة ليست ببسيطة من الشعب تعيش في “العشوائيات”، أي البيوت القصديرية، وتصارع الفقر والمرض والجهل دون أن يعلم بأمرها أحد. وأوضح محدثنا أن فيلم “الشوق” الذي تقوم بدور البطولة فيه الفنانة سوسن بدر إلى جانب “روبي”؛ هوجم من طرف الكثيرين قبل أن يشاهدوه، وذلك فقط لارتباط اسمه ب”روبي” التي توحي للكثيرين من الوهلة الأولى أنه فيلم “إباحي”. وأكد المخرج أن ما حدث هو أن الفيلم نقل واقعي لمرارة عيش يقع ضحيتها أفراد أسرة مصرية بمدينة الإسكندرية، وما هو إلا إسقاط على عدد كبير من العائلات الفقيرة هناك والتي تمثل غالبية الشعب المصري. وراح خالد حجر أبعد من هذا ليؤكد أن فيلم “الشوق” صورت أحداثه قبل الثورة المصرية الأخيرة وما هو إلا مثال عن فساد كبير تعرفه مصر قد لا يصدق بوجوده الكثيرون، مضيفا “عندما قرأت النص شعرت بمعاناة أبناء بلدي وفقدانهم للأمل في غد أفضل.. ففكرت نقل هذا التفكك بكثير من الحرية”. وأوضح محدثنا أن الفنانين في مصر لن يسمحوا ل”جماعة الإخوان المسلمين” أو غيرهم بالتدخل في صناعتهم السينمائية من خلال فرض رقابة من شأنها منع أعمال أو تحذف مشاهد منها. وقال الحجر هنا إن هذا سيتعارض مع إرادة السينمائيين الذين سيواجهونهم باتباع سياسة الضغط الشعبي والإعلامي. من ناحية أخرى، أبدى جمهور “قاعة سينما المغرب” استحسانه للفيلم الذي ترك انطباعا جميلا لدى عدد من النقاد السينمائيين، وذلك رغم تضمنه بعض المشاهد التي وصفت ب”الساخنة”. وتدور أحداث هذا العمل في مدينة الإسكندرية حول عائلة فقيرة تدير شؤونها الأم “فاطمة” التي تقوم بدورها الفنانة سوسن بدر، وهي أم لثلاثة أولاد يصاب أصغرهم بفشل كلوي ويضطره الطبيب إلى إجراء غسيل أسبوعي للكلى وهو ما يثقل كاهل الأسرة التي تقف مكتوفة الأيدي وعاجزة أمام الفقر والحاجة. وهنا تفكر الأم “فاطمة” في البحث عن وسيلة تعالج بها ابنها المريض فتضطر إلى التسول في الشوارع وتجمع ثمن العلاج وتعود إلى الإسكندرية حاملة المال، غير أنها تجد ابنها قد مات من شدة الألم. وتتسارع أحداث الفيلم الذي يقف عند الكثير من المتناقضات الاجتماعية والنفسية التي تجسدها مجموعة من الشخوص على رأسهم ابنتا “فاطمة” اللتين تصطدمان بقساوة الأم “المسكونة” وتعنتها، فيتولد لديهما كره لها لا يهدأ إلا عندما تموت أمام عينيهما لتبدأ “رحلة الحرية” بالنسبة إليهما.